لم أكن بطلا وحدي .. ولم أعشْ هذه المحنة بمفردي، كان هنالك الآلاف ممّن واجهوا هذه الآلام مثلما واجَهتُها، وعانَوا ربّما أكثرَ مما عانَيت، وما سَجّلت هنا إلاّ ما سمعتُ ورأيتُ، ولا أحدَ يدّعي امتلاك الحقيقة المطلَقة. ولذا، فهذه دعوةٌ للآخرين الذين شاركونا المنافي أنْ يصنعوا ما صنعتُ، فإنّما اليمُّ من القطرة، والجبال من الحصيأمّا الذين رفرفتْ أرواحُهم خارج أسوار السّجون، وحلّقتْ بعيدا في السّماء قبل أنْ تقول لأهل الدّنيا ما كانت تودّ أن تقوله، فلربّما يوما ما، يوم الفزع الأكبر سيقولون لله كل شئ، وسيقفون أمام الجَمْع ليكونوا شهودا على ما مرّ بنا مما لا يُمكن تخيّله، أو الحَدْسُ به.

علي العكرمي

وعند الله تجتمع الخصوم

لمن الملك اليوم لله الواحد القهار

ما أشبه الليلة بالبارحة

بلغني اليوم وفاة رئيس جهاز الأمن الداخلي السابق التهامي خالد فعادت بي الذاكرة إلى شهر مايو 1984 م .

وقضية ما عرف وقتها بأحداث باب العزيزية ..

اقتيد الأستاذ الجامعي د . ” عبدالمنعم قاسم النجار إلى مبنى جهاز الأمن الداخلي ومنه إلى سجن أبي سليم الرهيب كانت التحقيقات تجري تحت إشراف جهاز الشرطة العسكرية برئاسة خيري خالد ، ويباشرها التهامي خالد بنفسه .

كانت أجواء الرعب تحيط بالمكان من كل جانب .. أحضر د . ” عبد المنعم قاسم النجار إلى مكتب التهامي خالد ” . طلب منه أن يظهر على شاشات التلفزيون ويعترف بأنه كان يجمع المعلومات عن السجناء السياسيين ويبعث بها إلى المعارضة بالخارج . قال له د . النجار : ” لم اقم بمثل هذا العمل ” ..

رد عليه التهامي : ” أعرف ذلك تماما .. وملفك في الأمن الداخلي أنظف من ملفي .. وبما أنك أستاذ جامعي فلا بد أن تمتثل لهذه الأوامر ” . رفض د . عبدالمنعم الاستجابة

نقل الدكتور إلى حجرات التعذيب .. كان نحيل الجسم ، هش البنية . استقبله شخص ضخم الجثة ، أسمر لون البشرة ، ومعه أحد كلاب الأثر ، المدربة ، من ذوات الرتب ، التي تعرف أين تعض ، والعمق الذي تعض فيه . . رضخ د . عبدالمنعم لطلبات التهامي خالد ، بعدما تعرض للضرب المبرح ، وظهر على شاشات التلفزيون ، وعلامات التعذيب بادية على وجهه واعترف بما طلب منه .

أمضى د . عبد المنعم في السجن سبعة عشر عاما بدون محاكمة . خرج من السجن سنة 2001 م . وهو يعاني من شيخوخة مبكرة ، ومصاب بنصف جلطة ، ولم يعمر بعدها طويلا ، وانتقل بعد عام من الإفراج عنه الى الرفيق الأعلى .

إن كنت أنسى فلن أنسى رفيقي لسنوات طوال في نفس الزنزانة د. عبد المنعم النجار ، في صباح الأيام الشتوية الباردة ، بين السابعة والنصف والثامنة من كل صباح ، وما ينتابه من لوعة ، وحزن وقلق وهو يتذكر أبناءه وهم ذاهبون الى المدرسة وما يمكن أن يتعرضوا اليه من متاعب في ذلك الطقس البارد .

اليوم يلتقي الفريقان وجها لوجه بين يدي الملك الديان .

فريق يضم معمر القذافي و خيري خالد و محمد المجدوب و عامر المسلاتي و أحمد مصباح و التهامي خالد ” …. والفريق الآخر يضم الشيخ محمد البشتي و أحمد حواص و محمد الشيباني و الصادق الشويهدي و حسن كردي و محمد هلال و عامر الدغيس ” ” و عثمان زرتي و د . ” عمرو النامي و القوافل من الشهداء الذين عمدوا بدمائهم الزكية ثرى هذا الوطن المعطاء

***

قرأت لكم ..

ألا أيها الظالم المستبد

للشاعر أبوالقاسم الشابي

ألا أيها الظالم المستبد

حبيب الظلام عدو الحياة

سخرت بأنات شعب ضعيف

وكفك مخضوبة من دماه

وسرت تشوه سحر الوجود

وتبذر شوك الأسى في رباه

رويدك لا يخدعنك الربيع

وصحو الفضاء وضوء الصباح

ففي الأفق الرحب هول الظلام

وقصف الرعود وعصف الرياح

حذاري فتحت الرماد اللهيب

ومن يبذر الشوك يجني الجراح

تأمل هنالك أنى حصدت

رؤوس الورى وزهور الأمل

ورويت بالدم قلب التراب

وأشربته الدمع حتى ثمل

سيجرفك السيل سيل الدماء

ويأكلك العاصف المشتعل

ألا أيها الظالم المستبد

حبيب الظلام عدو الحياة

سخرت بأنات شعب ضعيف

وكفك مخضوبة من دماه

مع خالص المودة وعتيق المحبة

أيها الإخوة الأحبة

***

قرأت لكم

في كل مرة عقدت فيها النية على أن أقسو ، أو أقابل الإساءة بمثلها ، أو أجرح من جرحني ، وجدت صعوبة بالغة في أخذ هذا القرار ، ليس لشيء سوى لأنني كاره للأذى النفسي ، كاره لأن أكون مثل البقية ، وكاره لأن يبيت أحدهم وفي قلبه غصة أنا فاعلها ، أو دمعة أنا سببها ، والحجة التي دائما ما أقمع بها حاجتي الماسة للإنتقام ، هي ، أكيد لم يقصد ” . وبالرغم من أن هذا يفسره الكثيرين بالضعف ، إلى أنهم يجهلون لحقيقة أن الإنتقام أسهل ، والقسوة أسهل ، وكبح جماح نفس تائقة لرد القسوة بمثلها بقدر ما عانت ، هو أصعب الصعاب ، وبالرغم من إنتهاء الأعذار السبعين لا زلت أبحث عن عذر يمنعني من أن أكون مثلهم ، ولن أكون 

عبد الرحمن القصاص 

***

قرأت لكم

اشرب فإنا قد عطشنا ،

كل عطشان من الأوهام ناهل ،

اشرب فإن الأرض كافرة وإن العمر زائل ،

اشرب فإنا ماضيان إلى النهاية مثلما كانت بدايتنا بلا معنى ،

ولا وجه ولا لون ولا نور يضيء لنا الدروب الثاكلات ولا ثواكل ،

اشرب فإني مثلما الأيام قد خذلتك مخذول وخاذل ،

ولسوف تخلو الدار مني مثلما يوما خلت منك المنازل ” ..

جزء من مراجعة السيدة سارة فؤاد

لرواية رؤوس الشياطين

للروائي د . ” أيمن العتوم ” .

مع خالص المودة وعتيق المحبة ايها الأحبة …

***

قرأت لكم …

ويح قلب الأم ، أرق من الفراشة على الصخرة ، وأحن من النهر على الأرض ، وأعل من النسيم على الخد ، وأنقى من الغمام ، وأطهر من ماء السماء !! يمرضه دمع الصغير ، ويشفيه بسمته ، ويملؤه بالرضا ضحكته

من رواية خاوية

للروائي د . ” أيمن العتوم ” ..

***

قرأت لكم

الورقة التي لم تسقط في فصل الخريف هي ( خائنة ) في عيون أخواتها ، ( وفية ) في عين الشجرة ، ( متمردة ) في عيون الفصول !

الجميع يرى الموقف من زاويته !

فلا تحاول إرضاء الجميع ، فإنه لا بد من منتقد .

كن كما أنت .. فإرضاء الجميع غاية لا تدرك ..

منقول .

***

قرأت لكم

نصف الطريق لن يوصلك لأي مكان ، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة . النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز لأنك لست نصف إنسان

أنت إنسان .. وجدت كي تعيس الحياة

جبران خليل جبران

***

قرأت لكم

قيمة الإنسان الحقيقية بقلبه لا بجيبه

المال مهم لا شك ، بل هو من أهم وسائل الحياة .

ولكن لاحظ أني قلت وسائل ولم أقل غايات !

هناك بشر أغلى ما فيهم ثيابهم ،

وأرخص ما فيهم أخلاقهم .

رائحتهم عطر ، وضمائرهم عفنة !

مجرد آلات لتجميع المال .

منقول ..

مع خالص المودة وعتيق المحبة أيها الإخوة الأحبة …

***

قرأت لكم …

أيها الرائع الذي يعيش كل يوم بحب ، رغما عن الظروف ، رغما عن الهزائم ، رغما عن الأحزان التي يحملها في قلبه ويتعايش معها ويتقبلها . إلى الشخص الذي تهب دائما الرياح عكس اتجاهه ، أسأل الله ان لا يخذل لك محاولاتك ، ولا يكسر لك حلم ، وأن يجبرك جبرا يرضيك ويملأك بالسلام والراحة .

شغف الحياة

***

قرأت لكم

هذه الإبتلاءات التي تحاصرك من كل اتجاه ، وتشعر أنك لا تقوى على تحملها ، هذه الأيام الشداد من شدة طحنها تشعر أنها طوال ولا تكاد تمر بسلام . صبرك الذي تتجرعه ، وطول صمتك الذي من عمق ثقله تشعر أنه يضيق عليك أنفاسك ، ستنسى كل ذلك عندما يقال لك:

إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون

شغف الحياة

***

قرأت لكم

أحاول أن أنسى ، ألا أنبش الذكريات . الذكريات سكاكين في العين قبل أن تكون سكاكين في الفؤاد . أهرب من نفسي إلى الكتابة الكتابة مثل الغناء شفاء للهموم نكتشف في النهاية أننا نكتب أنفسنا ، نعيد صياغة ذاتنا من خلال ما عشناه, نحن جداول تجربة لا تكف منابعها عن التدفق . حين يبدؤها الشتاء تتفجر بكل ما هو ثر ، وحين يهاجمها الصيف تبدأ بالسكون ، وقد تكتفي بالحركة البسيطة والركون إلى الانبعاث المنطفىء !!!

من رواية ذائقة الموت

للروائي د . ” أيمن العتوم ” ..

***

قرأت لكم

بعد عام بدأ الشرخ يتسع ، وبدأت السماء تنشق . سمعها أحدهم تبكي بكاء مريرا .. تحول الزيف إلى طوفان من الدماء ، وضعت رقاب الشعوب في جغرافيات عديدة تحت المقصلة . تنامت ثقافة الكراهية ، ذبحت الطيور ، وخنقت البلابل ، واجتثت أشجار الحقول ولم يعد للجمال قيمة

بدا أن عصر الغربان قادم ، وأن عددا من هذه الغربان راح يبحث في الأرض في كل يوم ، ليري القتلة المتفشين في كل بقعة كيف يوارون سوءات إخوتهم .

من رواية خاوية

للروائي د . ” أيمن العتوم ” ..

***

قرأت لكم

المستعمر عدو العلم . العلم رمح مشرع في وجه كل مستبد . إنهم لا يريدون لنا أن نتعلم . يريدون لنا أن نظل جهلة وعبيدا وخدما ، ولا نعرف في الحياة إلا الذل والطاعة وخدمة السيد وهو يسرق قوتي وقوت عيالي وبلادي ، ويغتال روحي . إنهم لن يسكتوا . لقد أوقدنا شرارة في ظلام الجهل ، وتلك الشرارة ستصبح شعلة ، وتلك الشعلة ستكبر وتصبح نارا ، تحرق المحتل والمستبد . وهذا أمر لن يحتملوه ، ولن يسكتوا عليه طويلا ..

من رواية أرض الله

للروائي د . ” أيمن العتوم ” ….

***

قرأت لكم …

هذه فلسفة ممتازة يجب أن يتذكرها الطغاة والأوغاد عامة يجب أن تبقي لضحاياك شيئا يخافون أن يفقدوه لا تكن غبيا وتأخذ منهم كل شيء عندما يقيدون سجينا ، ويجردونه من ثيابه ، ويصعقونه بالكهرباء ، فإنهم بذلك يكسبون خصما عنيدا شرسا لقد صارت حياته كلها تنقسم إلى ما قبل الكهرباء وما بعدها ما قبل الكهرباء كانت حياته كلها خوفا من الكهرباء بعدها لم يعد يخاف شيئا

أحمد خالد توفيق

***

قرأت لكم

تفعل الذنوب بالقلب ما تفعله النار بالرياض الغناء ، ويظل القلب بعدها قاعا صفصفا ، فاحما ، تنبعث منه الروائح السوداء ، ثم يأتيك رب غفور ، فبرحمة منه تعيد اخضرار الروضة إلى القلب ، غير أنها لا تخضر دون ماء ، وكانت العينان كفيلتين به . تظل حرقة البكاء تزيد في خضرة القلب حتى يصبح قويا منيعا أمام أبواب الخطيئة

من رواية يا صاحبي السجن

للروائي د . ” أيمن العتوم ” ..

***

قرأت لكم

علمتني الكتب ما لم يعلمني سواها ؛ اكتشفت : نحن نحمي أنفسنا من الموت بالقراءة ؛ كأن الكتاب الذي نحمله في اليد هو تعويذة النجاة من الموت . الذين لا يرافقهم الكتاب منسيون ؛ من يريد أن يرافق الموتى ؟!! والموتى لا تتسع قبورهم إلا لهم . فلماذا يصر الواحد منا على أن يحشر نفسه معهم بإقصائه للرفيق الأعذب : الكتاب !!

من رواية ذائقة الموت

للروائي د . ” أيمن العتوم

***

قرأت لكم

نحن نحتاج إلى ترميم بين فترة وأخرى . الإنسان مادة ، والمواد يصيبها التلف ما لم تتعهد بالعناية ؛ العقول تصدأ ، الجوارح تذبل ، الروح تهزم ، القلب يشيخ ، والكلمات تشح ، وشجرة الخلد تتساقط ورقة ورقة . لا بد من إعادة الإنتاج ؛ في السجن الفرصة أوسع ما يمكن ؛ كيف ؟! العقل : بالتفكير يجلى . والجوارح : بماء الحكمة تسقى . والروح : بساعات الخلوة تصفو . والقلب : بنسمات العشق يعود شبابا . والكلمات : بالقراءة تنمو . وشجرة الخلد : بنهر الصبر تخضر

من رواية حديث الجنود

للروائي د . ” أيمت العتوم ” ..

***

قرأت لمن

إلى أمي الحبيبة ” ..

إلى أمي التي ملأت قلبي وردا وروحي عطرا . ورققت في ذلك الشعور بالإنسان ؛ بقضاياه العادلة ؛ بحقه في الحرية ، وبحبه مهما كان يختلف عني ،إلى قلبها الذي وسع ما في الكون من أسى ، فلما مر على قلبها أينع ، وما في القلب من قسوة ، فلما مر على قلبها رق ، وما في الكون من ظلام ، فلما مر على قلبها أضاء

إلى أمي رجاء دعوة ينفتح لها باب السماء ، فتصعد ، فتستقر في ظل العرش ، ويكون لها ما بعدها في الدنيا والآخرة ،

إبنك أيمن

من رواية أرض الله

للروائي د . ” أيمن العتوم ” …

اسعد الله صباحكم بكل خير ..

أيها الإخوة الأحبة ….

_____________

مقالات مشابهة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *