تجدد الاتهامات لها بزرع الألغام في حرب حفتر على طرابلس

 «كشف معهد دراسات الحرب الأمريكي أن روسيا عززت وجودها في ليبيا بما يقرب من 1800 من المجندين الجدد في الفيلق الأفريقي وآلاف الأطنان من المعدات العسكرية منذ آذار/مارس الماضي. وقال المعهد في تقرير له، إن ذلك مرتبط بالجهود الروسية لاستخدام ليبيا نقطة انطلاق لتعزيز انتشارها العسكري في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتأمين قاعدة بحرية على الساحل الليبي، وفق تعبيره.

وأضاف معهد دراسات الحرب أن وجود قاعدة بحرية روسية في ليبيا من شأنه أن يهدد أوروبا والجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي من خلال المساعدة في دعم النشاط الروسي في البحر الأبيض المتوسط.

وأشار المعهد إلى أن تمركز قوة روسية دائمة قادرة أيضاً على تهديد البنية التحتية الحيوية لحلف شمال الأطلسي بضربات صاروخية طويلة المدى من البحر.

ومؤخراً، تصاعدت الاتهامات الموجهة لروسيا باستغلال الموانئ الليبية في عمليات تفريغ أسلحة ومعدات مستمرة في إطار تجهيزها لإطلاق الفيلق الروسي في مختلف أنحاء أفريقيا وسط قلق أوروبي من هذا النفوذ الروسي المقابل لسواحل أوروبا.

وجددت ما يسمى بمجموعة كل العيون على فاغنر البحثية اتهام روسيا بزيادة استخدامها موانئ ليبية في سرت وطبرق لتفريغ الأسلحة والجنود، على الرغم من نفي موسكو المتكرر.

وتحدث المسؤول عن المجموعة لو أوزبورن عن عمليات إنزال روسية في تلك الموانئ، مشيراً إلى نقل مقاتلين روس تابعين للفيلق الأفريقي عبر الموانئ إلى النيجر وبوركينا فاسو، وفق تصريح إلى إذاعة فرنسا الدولية.

وبهذا المعنى، تلعب موانئ ليبية دور منصة لوجستية للعمليات الروسية، وهو الدور نفسه الذي لعبته خلال حقبة مجموعة فاغنر حسب لو أوزبورن، الذي أشار إلى بقاء بعض المقاتلين في ليبيا ضمن خطة روسيا لإنشاء قاعدة بحرية، وفق زعمه، منبهاً إلى أن روسيا تسعى إلى امتلاك قاعدة بحرية في مواجهة أوروبا مباشرة.

ورداً على سؤال يتعلق بحفاظ العديد من أعضاء فيلق أفريقيا على شعارات فاغنر على زيهم الرسمي، أوضح لو أوزبورن أنه منذ وفاة زعيم الشركة الروسية يفغيني بريغوزين، كانت هناك رغبة في استئناف أنشطة المجموعة ووضعها تحت سيطرة موسكو، لا سيما المخابرات العسكرية الروسية، لكن ظل الأمر معقدًا جدًا لتمييز من هو مع من؟، ومع ذلك لا تزال فاغنر علامة تجارية ناجحة جداً وتحمل ثقلاً كبيراً، لذا لم تدمر بالكامل.

وكشف عن وصول منظمة تركية شبه عسكرية أخرى إلى جزء من الساحل تسمى سادات، ولها وجود فعلي في ليبيا منذ عدة سنوات والتي من شأنها ضمان أمن المسؤولين في مالي، بينما تفيد التقارير أنهم وصلوا أيضاً إلى النيجر.

وفي إطار المساعي الأوروبية لمواجهة هذا النفوذ الروسي، قال مصدر ليبي لوكالة الأنباء الإيطالية الجمعة، إن العاصمة الفرنسية باريس احتضنت في الأيام الأخيرة اجتماعاً على المستوى الفني حضره ممثلون من فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإيطاليا ركز على تشكيل قوة عسكرية مشتركة في ليبيا بناءً على طلب الولايات المتحدة.

وأضاف المصدر الذي لم يكشف هويته، أن الاجتماع هدف إلى التحقق ودراسة المشاريع المشتركة لصالح القوة العسكرية المشتركة، وتابع: “كان اجتماعاً استكشافياً للغاية على المستوى الفني، ولم تطرأ حتى الآن أي تطورات مهمة”. في المقابل، كثر الحديث عن قرب تشكيل ما سمى بالفيلق الليبي – الأوروبي في غرب البلاد عبر شركة غربية، وهو ما يثير التكهنات عن علاقة الخطوة بمواجهة الفيلق الروسي الأفريقي في شرق ليبيا.

وذكر تقرير حديث لمنصة ميليتري أفريكا، المعنية بالشؤون الأمنية والعسكرية في أفريقيا، أن طائرات شحن روسية وصلت إلى قاعدة براك الشاطئ في ليبيا تحمل عشرات الجنود الروس، بينما وصلت سفن شحن محملة بالعتاد العسكري والأسلحة إلى ميناء طبرق.

وأشار إلى أن معدات وأسلحة الفيلق الأفريقي وصلت إلى ليبيا عن طريق سفينتي الإنزال إيفان غرين وألكسندر أوتراكوفسكي.

ويشمل العتاد العسكري مركبات مدرعة خفيفة وثقيلة، ومركبات عسكرية من طراز غاز وكاماز وكذلك مدفعية مضادة للطائرات من طراز ZU-23-2 معتبراً ذلك دليلاً على أن موسكو بدأت في نشر قواتها تحت مظلة ما بات يعرف بالفيلق الأفريقي في جنوب ليبيا.

ويقدر محللون أن الوجود الروسي في شرق ليبيا يتراوح بين 1000 – 1500 جندي، وتسهل القواعد الجوية في الشرق، مثل قاعدة الجفرة، الرحلات الجوية العسكرية الروسية، حيث تعمل بمنزلة محطات توقف قبل التوجه جنوباً إلى دول أفريقية أخرى.

ويرى تقرير ميليتري أفريكا أن الهدف الاستراتيجي للكرملين من الوجود في ليبيا واضح، وهو تعزيز نفوذه في القارة الأفريقية.

وتورطت روسيا في وقت سابق بزرع ألغام في مناطق بطرابلس بالتعاون مع قوات حفتر، حيث قال تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية للعام 2023 إن مخلفات الحرب والألغام الأرضية في ليبيا مازالت تمثل تهديداً للمدنيين، خاصة الأطفال، في العاصمة طرابلس بعد سنوات من القتال.

وأضاف التقرير الذي نقلته وكالة فرانس برس عن تطهير ما يقارب 36% من المناطق المليئة بالألغام والذخائر، مشيراً إلى وجود أكثر من 430 متراً مربعاً ما تزال غير مطهرة، وقد يستغرق التخلص منها ما بين 5 إلى 10 سنوات.

ووجه التهم إلى مجموعة فاغنر الروسية الداعمة لحفتر في عدوانه على طرابلس عام 2019 بزراعة تلك الألغام والفخاخ الأرضية قبل انسحابها من العاصمة وطوقها.

ووفقاً لآخر الإحصائيات الموثقة لدى الأمم المتحدة، فقد سجل أكثر من 400 حادثة مرتبطة بذخائر غير منفجرة بين قتل وإصابات، منذ انتهاء الحرب، وسجّل 35 منها العام الماضي فقط، وكان من بين الضحايا 26 طفلاً.

واعتبرت الأمم المتحدة هذه الأرقام لا تسلّط الضوء على التحدّيات الخطيرة التي نواجهها فحسب، بل تؤكد أيضاً الأهمية الحيوية للشراكات الدولية وكيفية تعزيز قدرات قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام، وضمان مستقبل أكثر أمانًا للجميع.

وأعلن المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام في مطلع أيار/مايو عن خطط مشتركة لتطوير مكافحة الألغام بالتعاون مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، و7 منظمات غير حكومية.

________________

مقالات مشابهة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *