نجيب الحصادي
المحرك الحقيقي لثقافة المجتمع منظومة قيمية تنطبع في عقول أفراده وأذهانهم، وتنغرس في نفوسهم وأفئدتهم، فتصوغ لهم خصوصية تميزهم، وهوية يعتزون بها.
وبسبب هذه المركزية التي تحظى بها المنظومات القيمية في تشكيل بنية المجتمعات، يلزم أن تتأسس خطط التحديث الثقافي والسياسي والاقتصادي على رصد للقيم السائدة، المبثوثة في الأفكار الشائعة، والمفاهيم السابقة، والأقوال المأثورة، والميول الغالبة، بما تنبئ عنه هذه الأفكار والمفاهيم والأقوال والميول من استعدادات ذهنية ونفسية وعاطفية ووجدانية، وما يترجم عنها من سلوكات وتصرفات وأنشطة وأفاعيل، بحيث يتسنى توظيف هذا الرصد في استقراء دور في إنجاح عملية التحديث أو عرقلتها.
وتتأسس كل منظومة قيمية على ركائز محابية بدرجة أو أخرى للتقدم، وأخرى مُعَوِّقة له أو حائلة دونه.
وإذا كانت المنظومات القيمية مدار تفاوت الأمم تقدما وتخلفا، فقد تشكل هذه الركائز مقاييس للتحضر ومؤشرات على التمدن.
***
للإطلاع على ورقة “ركائز قيمية” كاملة
___________
المصدر: التقرير النهائي لـ “المسح الشامل لآراء الليبيين في القيم” (إشراف مؤسسة المسح العالمي للقيم)
إعداد: زاهي المغيربي، نجيب الحصادي، فتحي علي، سليمان ابراهيم، يوسف القماطي
مركز البحوث والاستشارات ـ جامعة بنغازي (ديسمبر 2015)