دروس من ثورة فبراير في ليبيا
***
ضعف الثورة كان عندما ظنت أن موت الطاغية القديم هو خاتمة النضال وبداية الحرية والتسامح
الانقلاب العسكري الطامح لعودة الطغيان بمساعدة اصدقاء الثورة وبعض من سامحتهم منحها فرصة معرفة نقاط قوتها
تقول كلمة قديمة
صفق لمن علمك القسوة
واصفعه بقوة
حتى يعرف أنك تعلمت
***
مؤتمرات البعثات الاممية
بشأن أزمات ثورات الربيع
لا علاقة لها
لا بمعاناة الثورات من الإرهاب المصنوع خارجيا
ولا بدعمها ببناء مستقبل آمن
ولا باحترام نتائج الديمقراطية بها
فهي إما تمنح العملاء تشكيل حكومة الوصاية
أو تشرعن الانقلابيين القتلة كحكام فاسدين
***
حلول البعثة الأممية لم تكن جميعها عادلة
وبعد تورط بعض رؤسائها في الرشوة، فسد ضميرها
حتى أنها ساوت بين الجلاد والضحية
أعادت إنتخاب القتلة واللصوص ليكونوا رؤساء بدل محاسبتهم
هددت وحدة ليبيا عندما جعلت الجهوية معيارا ظالما لنيل المناصب
بدل النزاهة والعلم
***
ثورات الربيع اسقطت الطغاة
لكن حكومات العالم في 10سنوات (10-2020)
شوهت الثورات
بحروب اهلية لحمايةالطغاة
انقلابات لاعادة بعضهم
صناعة المتشددين ثم ابادتهم
حل الجماعات المعتدلة لزيفها
تمكين العملاء بالوصاية الدولية
زيادة لصوص المال العام
التطبيع مع اسرائيل
***
كثيرون أصبح شعارهم .. أنا أنافق إذا أنا موجود
بعض الاعلاميين لم يكن صوتهم بعد الثورة بوصلة للحقيقة
بل بوق ينافق الانقلابيين ويهلل لغرائز السفاحين
بقنوات تمولها دول الاجندات
اعلام النفاق مهمته أن يطمس الحقيقة أمام الناس ليؤمنوا بالباطل
***
الطغيان كالمرض ينشره التخلف بسرعة في عقول الناس
الثورة كالدواء تحتاج زمن طويل كي تشفيهم
الثائر الواعي يعلم أن الثورة الحقيقية على التخلف الذي يصنع الطغيان
الثورة التي تغفل عن تنقية عقول الناس ستفاجأ بقبولهم عودة الطغيان وحمايته بعد أن ظنت أنها حررتهم منه
***
لن تنجح ثورة تحمل فقط اعلامابيضاء تهزها بالميادين كل يوم جمعة
الثورة الحقيقية يجب أن يكون لها أيضًا مخالب حادة تمزّق بها قبضات القتلة ولصوص المال
أنياب قوية تخيف بها الطامعين بإعادة الحكم الفاشي
في الثورة لا يكفي ان تكون على حق بل يجب ان تكون قويا
***
اذا النظام القديم لم يمت والنظام الجديد تعذر اكتماله
حتماً ستنشأ حروب الخلافة
بين قديم يملك رأس بلا جسد
ضد جديد لديه جسد بلا رأس
حينها ستظهر الوحوش الكبيرة … وحوش سطوة القرار الدولي .. وحوش النفط
تحرك اطراف الصراع بالسلاح والفتنة
الحل هو المصالحةالوطنية!!
***
الثورة حين تقودها بنادق عمياء بلا وعي ستكون ثورة بلا رأس
مثل هذه الثورة تبدأ كمأساة فتكثر بها الفوضى المسلحة والاغتيالات والانتقامات
وحينها تُدبر لها حرب وكالة وتنتهي كمهزلة حين يصبح بقايا الطغيان والدينيين المزيفين والانقلابيين هم قادتها نحو ذل جديد
***
صنعنا ثورة بدماءنا واعدناها للطغيان بسذاجتنا
فساد الوعي عند أشباه الثوار حولوهم إلى حراس لمؤسسات عاد لها رموز الطغيان السابق وزراء
المهزلة أن يعود طغاة الامس حكاما لليبيا بعد الثورة
وبالاتفاق مع حليفهم القديم الاحزاب الدينية
والثوار سيُتَّهمُون بالطغيان
***
للبطولة وللتضحية وللشهادة وجوه رائعة اخرى في ليبيا
لم يحملوا سلاحا إلا إيمانهم وعلمهم ولم يستسلموا ولم ينهزموا
قدموا حياتهم وضحوا بشبابهم كي نحيا ونتعلم منهم
واجهوا عدواً لا يراه احد ولم يستطع احد مواجهته
لكنهم انتصروا عليه بعد رحيلهم وهزموا المرض والموت
واصبحوا خالدين بصدقهم
***
تاريخنا أغلبه
ارتكاب مجازر جماعية، تقديس الطغاة، وتقاسم الهزيمة مع خصم شبه مستسلم رغم اننا نحن المنتصرون
الحروب لاتنتهي إلا بتحرير البلاد كاملة من السفاحين و عبدة الطواغيت وليس بحوار مع من خان سيادة وطنه
انتبهوا قد تكثر الشبهات بين السلام والاستسلام
***
لا تثق في منشق
لا تمنحه قيادة الثورة ولا ادارة اعلامها ولا رئاسة مؤسساتها
المنشقون خانوا القذافي
وقفزوا لثورة 17فبراير وخانوها
واليوم يخونون حفتر
لقد ضيعوا ماضيهم مع الطغاة وأفسدوا مستقبلهم مع الاحرار
***
الانقلابيون اخترقوا الثورة منذ بدايتها فكانوا هم:
المنشقين الذين سرقوا قيادتها
الإعلام المأجور الذي شوه أبطالها
الانفصاليين الذين فرقوا الوطن
القبائل المتعصبة التي دمرت المدائن
المتشددين الذين لوثوا الدين
أشباه العسكر الذين إذا انهزموا دعوا لسلام خادع
***
غرائب ثورة ليبيا
حين انتصر الثوار وانهزم الانقلابيون وفروا بعيداً عن العاصمة التي حاصروها 14 شهرا
وبعد ان قتلوا الالاف بتروا الاطراف دمروا الممتلكات زرعوا الالغام خلفوا مقابر جماعية نجد المهزومين يضعوا الشروط ليكون منهم رئيس ليبيا محافظ المصرف المركزي قيادة الجيش
***
الصراع المسلح منذ 2014 وإلى اليوم بين ثورة 17 فبراير الطامحة لبناء دولة مدنية والانقلابيين الراغبين بعودة حكم العسكر
وبعد هزيمة الانقلابيين عسكريا لجؤوا الى خدعة حصان طروادة وادعوا أن الصراع سببه خلل توزيع الموارد بين اقاليم ليبيا
الفاسدون صدقوا الخدعة
***
من يحمي ثورة ليبيا
الثورة عادة لها ذراعان المجلس السياسي(القيادة) و المجلس_العسكري(الثوار)
تبدأ الأزمة حين يقرر الثوار التخلص من الذراع السياسي. يقوم أعداء الثورة ببتره واستبداله بذراع صناعي من العملاء فيعمل على هزيمة الثورة
بتر ذراع الثوار عودة الانقلابيين للسلطة
***
في القرآن الكريم، ذُكرت 3 أنواع من اتفاقيات من أجل السلام وهي:
الهدنة … توقف قصير للحرب
الصلح … توقف طويل للحرب
معاهدة … وتكون بين منتصر ومهزوم
أما التطبيع هو خدعة سياسية معاصرة، تعني عودة العلاقة إلى طبيعتها ومحو كل جرائم ومجازر المحتل والإعتراف بسيادته على المقدسات
***
الثورة التي يقودها مصلحون ويقف الحرفيون والمهنيون معها حتما ستنتصر
لكن أهم سلاح للثورة هم الفنانين الملتزمين من رسامين شعراء موسيقيين ممثلين صداحين
إذا غاب هؤلاء عن الثورة غابت همة النصر و مؤثرات_البطولة
فليس بالبنادق العمياء وحدها تنتصر الثورات
***
الثورة بشكل عام مثل المأساة اليونانية مليئة بالخيانات وتنتهي عادة بالموت المُفجع للثائر البطل ومع الزمن يتحول الثائر البطل إلى أسطورة
لا أحد يشتهي أن يكرر الثورة إلا إذا كانت خاتمتها ناجحة لكن للأسف لاتوجد ثورة ذات نهايات سعيدة
الخيانة أفسدت كل شيء
___________
المصدر: صفحة الكاتب على التويتر