رباب نور

يرى الليبيون أن الانتخابات هي الحل رغم صعوبتها في ظل الانقسام وتعدد الاطراف السياسية، ولكن هل ستكون النتيجه ملبية لطموحات كل الأطراف التي تتنافس على السلطة؟

هل سيرضى الطامحون للرئاسة بنتائجها التي اختارها الشعب الليبي؟

فمنذ إعلان الانتخابات في ملتقى الحوار السياسي بجنيف وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والتي كان من المزمع إجراؤها في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر من العام الجاري، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهرت ملاح جديدة على الساحة؛ أدت إلى انقسامات وتكوين كتل سياسية لم تكن متوقعة، بين اعداء الأمس وأصدقاء اليوم.

فقد بدأت ملاح هذه الانقسامات منذ إعلان سيف القذافي نيته الترشح للرئاسة، وتقديمه لأوراقه، وخروج مؤيديه، واتضاح بأن له قاعدة شعبية لا يمكن إقصاؤها في انتخابات نزيهة وديمقراطية، الأمر الذي جعل بعض المتنافسين على سباق الرئاسة بليبيا يبحث عن ثغرات يمكن أن تقصيه وغيره من الانتخابات.

وفي نفس الشهر تقدم أيضاً للرئاسة مرشحون كان لهم قاعدة شعبية كبيرة منهم “خليفة حفتر، وفتحي باشاغا، وأحمد معيتيق، وغيرهم”، ولم تكن ردة الفعل مثل ما كانت للمترشح سيف القذافي.

وبالرغم من تعهد رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة بعدم ترشحه للانتخابات، وتعهد حكومته بتنفيذ ذلك، إلا أنه تقدم بأوراقه للمفوضية العليا للانتخابات وأعلن ترشحه للرئاسة، فبدات ملامح الصراع السياسي تظهر بشكل جلي للجميع والطعن في قانون الانتخاب، وبدا التخوين والتشكيك في مصداقية القانون الانتخابي، وتقديم الطعون ضد بعض المترشحين، وتم إقصاء البعض ورجوع البعض للسباق الرئاسي، وكان القضاء الفيصل فيها.

وعلى الرغم من علو صوت الصراعات السياسية فقد بدأت التحركات المسلحة، والتهديد الصريح والعلني لايقاف الانتخابات من بعض التشكيلات المسلحة، وتحشيد لبعضها، واجتماعات لبعض المرشحين، وآخرها اجتماع فندق تيبستي ببنغازي الذي جمع مرشحين يعتبرون من أصحاب النفوذ والقوة على الساحة الليبية، وإعلانهم عن توافقهم.

فأصبحت الشكوك تراود السياسيين والمواطنين هل ستجرى الانتخابات في موعدها؟ بل هل ستجرى في موعد التأجيل الذي سيتم تحديده بعد الأحداث الماضية؟

وبدأت مخاوف البعض والشكوك في تشكيل حكومة جديدة وتأجيل الانتخابات لموعد غير محدد.

الأمر الذي أخذ منعطفا جديدا على الساحة الليبية بعد تقارب وجهات النظر والمصالح بين أعداء الأمس ممن لهم نفوذ على الساحة السياسية والعسكرية، وكذلك لقاءات أجرتها مبعوثة الأمم المتحدة “ستيفاني ويليامز” مع عدد من المترشحين، وإعلانها عن موقفها الذي يؤيد اللقاءات التي جرت بين المترشحين، وأنها تصب في مصلحة الدولة الليبية، وستكون نقطة انطلاقة لعملية سياسية لم تتضح ملامحها بعد.

هل ستجرى الانتخابات فعلاً؟ أم ستكون هناك حكومة جديدة؟ سؤالان يراودان الكثير من المواطنين، وهل حلم الاستقرار لازال يلوح في الأفق أم أصبح صعب المنال؟ باحتمال العودة للمربع الأول، مربع  الصراع والانقسام.

___________

مقالات مشابهة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *