علي فرج جبريل

بعد القهوة

اليوم الثاني .. الأحد 16 نوفمبر 1980

اليوم الذي صرخنا فيه بكلمة …. ” لا “

ذهبت الى الجامعة في الصباح في موعدي المعتاد. الحركة عادية أمام مدخل الجامعة . اوقفت سيارتي كالعادة في الساحة الكبيرة امام الكلية.عدد الطلبة في الممر المحاذي للساحة أكبر من المعتاد. ذهبت الى الكافتيريا فكانت مزدحمة هي الاخرى. التقيت بعدد من الزملاء فعرفت ان اليوم لن تكون هناك سوى المحاضرة الأولى، وبعدها ستعلق الدراسة لأنه تقررعقد المؤتمرات الطلابية في جميع الكليات اليوم – التربية، الزراعة، الصيدلة، الطب، الطب البيطري، العلوم، الهندسة، الهندسة النووية، وهندسة النفط ! كل المؤتمرات في يوم واحد وفي وقت واحد، وأن يصدر – اليوم – مؤتمر كل كلية قراره بشأن موضوع تحويل الكليات الى ثكنات عسكرية !..اذن اليوم هو اليوم!!… سألت عن خليل القمودي فقيل انه مشغول منذ الصباح الباكر مع أعضاء اتحاد الطلبة ومسجل الكلية في ترتيبات المؤتمر الذي سيعقد في مسرح الكلية.  مع الساعة العاشرة بدأ التجمع امام مدخل مسرح الكلية واكتظت الساحة الداخلية الصغيرة ،التي تتوسط المسرح والمكتبة ومدخل الكلية الرئيسي ومبنى ادارة الكلية، في انتظار فتح باب المسرح. كان هذا الازدحام مبشرا، هذا يعني أن الدعوة الى الحضور وعدم التغيب قد لاقت تجاوبا من الطلبة والطالبات. زاد الأزدحام بعد خروج طلبة وطالبات السنة الأولى. علمت أن خليل القمودي ذهب فعلا صباح اليوم الى مدرجات السنة الأولى (مدرج 1 و 2) وتحدث الى الطلبة حاثا على حضور المؤتمر وأن يدلوا برأيهم، وذكرهم بأن قرار تحويل الكلية الى ثكنة عسكرية يهمهم هم أكثر من غيرهم، فهم من سيمضون الخمس سنوات القادمة في هذه الثكنة، وهم من أمضى السنوات الثلاثة الماضية في المدارس الثانوية بنظامها وزيها العسكري.

 كنت مع بعض الزملاء منهم الصدييق سعيد الباروني نسير في الممر الطويل المؤدي الى الساحة الصغيرة ثم نرجع صوب الكافتيريا، ثم نعود باتجاه المسرح، نتبادل الحديث مع  من نلتقي من الاصدقاء خاصة الذين التقينا معا معهم مساء الأمس، نسأل عن أي أخبار من الكليات الأخرى. كانت تجتاحنا مشاعر قلق وخوف لكن الاحساس بالتضامن من أجل انجاح المؤتمر كان يتعزز لدينا مع استمرار توافد الطلبة والطالبات ووقوفهم في انتظار فتح باب المسرح. سادت الكلية روح من التحدي، لا يخطئ الانسان في رصدها، في أحاديث الطلاب وتعليقاتهم وفي نظرات العيون. فتح باب المسرح ووقف اعضاء من ادارة اتحاد الطلبة يدعون الطلبة الى الدخول مناشدين الجميع بالمحافظة على النظام والهدوء، تولى طالبان عينتهم ادارة الاتحاد المحافظة على النظام عند الباب ومنع دخول طلبة اخرين من الكليات الأخري، فقد كانت التعليمات واضحة بألا يختلط طلبة أي كلية مع طلبة كلية أخرى داخل قاعات المؤتمرات، منعا للتأثير أو التأثر، أو اثارة الفوضى – وهذا اجراء مفهموم في تلك الظروف. دخلنا المسرح واعطيت الأولوية للجلوس على الكراسي الى الطالبات وبعض اعضاء هيئة التدريس ومسجل الكلية. سرعان ما شغرت كل الكراسي وظل معظم الطلبة واقفين، ولم يتسع المسرح للجميع، فتجمع الذين لم يتمكنوا من الدخول في الساحة الصغيرة وفي الممرات المحاذية للمسرح . كان عدد الطلبة يفوق الألف طالب وطالبة في تلك السنة، والمسرح لم يكن ليتسع لجميع طلبة الكلية في ان واحد. 

بعد محاولات لفرض النظام والهدوء بدأت جلسة المؤتمر بكلمة اتحاد طلبة الكلية الذين جلسوا على منصة طويلة فوق خشبة المسرح. كانت الكلمة تدعوا الجميع الى مناقشة تحويل كلية الهندسة الى ثكنة عسكرية – كما أمر القائد –  مع التزام الهدوء وستتاح الفرصة للجميع للتعبير عن رأيهم بحرية، فهذا المؤتمر يجسد السلطة الشعبية وفق نظرية القائد معمر القذافي. أختارت رئاسة المؤتمر عدد من الطلبة كلجنة صياغة تتولى كتابة محضر الجلسة  – تدوين مختصر لكلمات المتحدثين وصياغة البيان الختامي الذي سيتضمن القرارات والتوصيات.

بدأ الطلبة في طلب الكلمات ووضع ميكرفون قرب المنصة، فكان على طالب الكلمة الأنتقال الى مكان المكرفون كي يقول كلمته. كان المسرح ممتلئا بشكل كامل، مما شكل تحديا لرئاسة المؤتمر في تسجيل اسماء من يريدون الحديث. أول من طلب الكلمة كانوا اعضاء اللجان الثورية في الكلية، منهم من قد تخرج العام الدراسي الماضي وجاء ليحضر المؤتمر ذلك اليوم!..تتابعت كلمات الطلبة “الثوريين” تؤكد على أهمية ما جاء في خطاب “القائد”  يوم الأمس، وعلى ضرورة اتباع توجيهاته بدون تسويف. تكلم الطلبة والطالبات تباعا بعد ذلك يذكرون صعوبة تنفيذ قرار التحويل الى ثكنة عسكرية، فالوقت بالكاد يسمح بتحصيل المواد العلمية، خاصة في نظام “السميستر” السريع. يعني بالعقل..اضافة مواد عسكرية سيكون على حساب مواد الدراسة الأساسية، وهي الأهم وبها سيصبح هولاء الطلبة مهندسين ينتظرهم الوطن كي يساهموا بما تعلموه من علوم هندسية في نهضته وتقدمه. ااخرون قالوا أن معظم الطلبة سبق وأن تلقوا تدريبهم العسكري الأساسي حتى قبل دخولهم للجامعة، ومنهم ظل يحضر دورات التدريب االعسكري الراقي خلال السنوات الماضية – يعني اعادة التدريب ستكون مضيعة للوقت..بعضهم اقترح ان كان ولابد من التدريب العسكري لطلبة وطالبات الكلية فليكن ذلك خلال فصل الصيف أو تأجيل البث في هذا الأمر العام القادم.

كان المسرح مزدحما والطلبة جادون في النقاش، مهتمون ولديهم اصرار على مواصلة النقاش مهما طال الوقت. كانت الحماسة تقوى والثقة تزداد مع تتابع الكلمات. بدأ الأمر أمام اعضاء اللجان الثورية بالكلية يسير على غير ما كانوا يتوقعونه، أولا: هذا الحضور الكثيف لطلبة وطالبات الكلية في مؤتمر يناقش سياسات “القائد”، حالة غير مألوفة من قبل (العادة العزوف عن حضور المؤتمرات الشعبية السياسية)، ثانيا: عدد المتكلمين وعدد الذين ينتظرون دورهم في الكلام كبير، يشير الى أن نسبة الجدية والاهتمام لمناقشة القضية عالية جدا، يعني الواضح أن طلبة الكلية لم يحضروا اليوم لكي يبصموا على قرارات معروفة سلفا  صيغت باسمهم. 

كان عدد الحاضرين داخل قاعة المؤتمرمن الطلبة المحسوبين على حركة اللجان الثورية، أو المنظمين فعليا لها، لا يزيد عن عشرين أو ثلاثين طالبا – بمن فيهم الذين تخرجوا خلال العام الدراسي (1979-1980). في تلك الأيام كان أعضاء اللجان الثورية هم أصحاب سلطة حقيقة في الجامعة – وخارج الجامعة – يخشى جانبهم ويتحاشى معظمنا الأحتكاك بهم. فهم حواريو “القائد” وعينه التي يرصد بها كل كبيرة وصغيرة، ويده التي يبطش بها اذا لزم الأمر. في المقابل، كان هناك المئات من الطلبة غير منتمين لهذا التيار الثوري ولايشغلهم سوى اكمال سنوات دراستهم على خير. كان طلبة كلية الهندسة من كل انحاء ليبيا ومن جميع شرائح المجتمع الليبي، لذلك كان المشهد داخل المسرح يعكس الحالة العامة التي تعيشها البلاد، قلة عنيفة متسلطة، وأغلبية مستضعفة عاجزة أمامها، تخشى سطوتها ولا تملك القدرة على مواجهتها. 

توالت كلمات الطلبة و الطالبات معبرة بشكل صريح عن رفضهم لتحويل الكلية الى ثكنة عسكرية. تحدث الطلبة الثوريون وأسهبوا في شرح أهمية تحويل الكلية الى ثكنة عسكرية وضرورة تغيير نظام الدراسة بما يتماشى مع التحول المنتظر. طلب كل طالب من الثوريين الكلمات عدة مرات فأعطيت لهم، بينما حرصت لجنة الصياغة على منح بقية الطلبة فرصة واحدة فقط للحديث مع التشديد على الاختصار. تصدر كبار الثوريين في الكلية الحديث من أمثال معتوق محمد معتوق، وعلي فارس اعويدة، وادريس الطويل، وعلي زكري، وغيرهم. اعترض الطلبة والطالبات على تكرار منح الثوريين الكلمات وعلت الأصوات تطالب بأنهاء جلسة المؤتمر والتصويت على القرار، فقد اقتربت الساعة من الساعة الثانية ظهرا وطلبة القسم الداخلي سيقفل امامهم مطعم الجامعة وتضيع عليهم وجبة الغذاء. أحس الثوريون انهم سيخسرون لو فتح باب التصويت على القرار، فصعدوا لهجة الحديث بدلا من محاولة الاقناع الى التهديد، فعدم الموافقة على قرار التحويل والتدريب العسكري يعني الأعتراض على ما تريده القيادة “معمر القذافي”، وهذا أمر خطير لا يدرك المعترضون عواقبه. بطبيعة الحال أمام لهجة التهديد صعد الطلبة والطالبات من حدة اعتراضهم، وأصبحت المحافظة على النظام تصعب أمام رئاسة المؤتمر.

شاع الخبر بأن كلية الهندسة حتى هذه الساعة لا تزال ترفض تنفيذ القرار.  جاء طلبة من كلية الزراعة والطب والطب البيطري الى القاعة يستطلعون ويستوثقون من الأمر. شعر الثوريون ان الأمر سيتجاوز مؤتمر كلية الهندسة  الى الكليات الأخرى، فكان لابد من التصرف. غادر بعض الثوريين مسرح الكلية وعادوا بصحبة عدد من اللجان الثورية من كلية التربية (معقل اللجان الثورية في الجامعة). كان من بينهم أحد كبار الثوريين في الجامعة ويدعى “محمد ازبيده”. وسط اعتراض الطلبة أعطيت الكلمة لكبير الثوريين ازبيدة  فأكد في كلمته على ضرورة الأنصياع لأوامر القيادة ! وان تؤخذ توجيهات القائد (معمر القذافي) بمنتهى الجدية، وأضاف متوعدا بحزم: أن قوى الثورة في الجامعة التي تصدت لأعداء الثورة يوم 7 أبريل لا تزال موجودة وستحرص على أن تظل “جامعة الفاتح” جامعة ثورية. 

أتت كلمات محمد ازبيدة بنتيجة عكسية تماما. اخذ الطلبة في الرد عليه تباعا. تكلم أحد طلبة القسم المدني واسمه حفاظ زيدان ووجه الحديث الى محمد ازبيدة موبخا أنه ليس من طلبة كلية الهندسة، فبالتالي ليس له الحق في التدخل في شئون طلبتها. أخرون رفضوا بشدة لغة التهديد بحصول 7 أبريل ثانية. بعدها تحدث أحد الطلبة من قسم الميكانيكا وأسمة “الصيد شنشن” رافضا حتى مجرد التفكير في قصة التدريب العسكري، وقال بانفعال ان الغرض الأساسي من كل هذه القصة هي حرب تشاد ! وهم يريدون الجز بالطلبة في حرب تشاد، فمالنا ومال تشاد؟ لماذا يموت الليبيون كل يوم في تشاد؟  كانت كلماته قنبلة انفجرت في وجه الجميع، فاعترتنا حالة من الوجوم!..من ذا الذي كان يخطر بباله ان يتجرأ أحد من الليبيين وينتقد حرب تشاد علنا بمكبرات الصوت في مؤتمرعام بحضور عتاولة اللجان الثورية، وامام  أكثر من 1200 انسان؟

 تعالت الأصوات بانهاء جلسة المؤتمر والتصويت العلني على القرار. حاول الثوريون الحديث بأن هناك متسعا من الوقت أمام المؤتمر لمزيد من النقاش، وان يتذكرالجميع خطورة اتخاذ قرارات مستعجلة. وجدت رئاسة المؤتمر صعوبة في تهدئة القاعة وسط توتر الطلبة، خاصة ان الساعة تجاوزت الثالثة بعد الظهر. هنا طلب الزميل امحمد العلواني من قسم هندسة الطيران الكلمة وقال دعونا نحسم الأمر وكفى من النقاش، وصاح بأعلى صوته موجها الحديث للطلبة في المسرح: تبو جيش؟؟ فاهتزت قاعة المسرح بصوت أكثر من 1000 طالب وطالبة “لالالالالا”..كرر العلواني ندائه: تبو جيش؟؟ فارتجت القاعة من جديد “لاااااااا” ..وللمرة الثالثة صاح العلواني: تبو جيش؟؟ فكان الجواب مدويا “لا لا لاااااا “.. هنا طلب خليل القمودي رفع الأيدي لمن لا يوافق على تحويل الكلية الى ثكنة عسكرية، فارتفعت مئات الأيدي مع ارتفاع الأصوات بالرفض، ثم طلب القمودي مرة أخرى من القاعة رفع الأيدي لمن يوافق على تحويل الكلية الى ثكنة عسكرية، فرفع الثوريون أيديهم . طلب خليل القمودي من لجنة الصياغة تدوين نتيجة التصويت بأغلبية الاصوات الرافضة لقرار التحويل. على التصفيق والهتاف في القاعة فرحة بهذا الانتصار!!. هنا وجه رئيس المؤتمر خليل القمودي كلمته الى الطلبة مذكرهم بأنهم اتخذوا قرارهم بكامل ارادتهم وعليهم أن يكونوا على قدر مسئولية هذا القرار، وان لا يتراجعوا عن موقفهم، ثم أردف بعبارة – دفع ثمنها لاحقا – فقال: مش بكرة اجيبولكم البدالي الخضر فتخافوا وتلبسوهم، المفروض وقتها تولعوا فيها النار! أي بمعنى لا تتراجعوا غدا عن قراركم عندما يحضرون لكم البدل العسكرية ويجبروكم على لبسها وتنسون قراراكم هذا، المفروض وقتها أن توقدوا النار في البدل العسكرية. علا التصفيق والهتاف فرحا بهذه النهاية التي – ولأول مرة – انتصرت فيها الأغلبية المستضعفة على الأقلية الثورية المسيطرة. كان الثوريون أول الخارجين من المسرح، يتبع بعضهم بعضا. خرجوا وهم يستشيطون غضبا، وتوعد محمد ازبيدة الطلبة في القاعة بأوخم العواقب قائلا: توا اتشوفوا! –  يقصد أنكم سوف ترون نتيجة فعلتكم هذه.

تدافع الطلبة خارجين من المسرح يهنئ بعضهم بعضا غير مصدقين بما أنجزوه..كانت فرحة عارمة، فرحة الانتصار، وفرحة استرداد الثقة في أنفسنا وفي بعضنا البعض، وشعرنا أننا استعدنا كليتنا، وان أمورنا نحن من يديرها ولسنا تحت رحمة مجموعة صغيرة تفرض سيطرتها بنشر الرعب فينا لأنهم جماعة 7 أبريل المقربة من “القائد”. شعرنا بنشوة عارمة عندما خرج علينا خليل القمودي وبعض اعضاء اتحاد الطلبة من مكتبهم الصغير وهم يمسكون بنسخ من البيان الختامي للمؤتمرالذي طبعوه على عجل. تحلقنا حولهم في ساحة وقوف السيارات وأخذ بعضهم في تلاوة البيان الذي حوى على رفض المؤتمر الطلابي لكلية الهندسة تحويل الكلية ثكنة عسكرية !..مش معقول …لا يمكن…شئ لا يصدق..قالت احدى الطالبات: يا جماعة انا مش مصدقة..تصوروا..راهو نحن هكي نعتيروا قلنا لمعمر لا ! !

انطلق خليل القمودي مع بعض الطلبة يلصقون نسخا من القرارا التاريخي على باب الكافتيريا وعلى جدران الممر المشرف على ساحة وقوف السيارات، وعلى باب المكتبة، وعلى مدخل ادارة الكلية، وسلمت نسخة الى مسجل الكلية. انطلق بعض الطلبة الى كلية الزراعة وبقية الكليات يوزعون نسخا من القرار. 

 تجمعنا مجموعات في ساحة وقوف السيارات وفي الممرات نستذكر وقائع الساعات الماضية والمواقف الشجاعة للطلبة والطالبات، ونتندر بتصرفات جماعة اللجان الثورية. اتى بعض الاصدقاء من كليات أخرى وابلغونا أنه بأستثناء كلية الهندسة وكلية الزراعة فان بقية الكليات في الغالب ستوافق على قرار التحويل والتدريب العسكري. كانت اصواتما وضحكاتنا عالية، جاءات احدى الزميلات طلبت منا الهدوء وقالت :كويس الي صار، لكن علينا التفكير في ماذا سيحدث بعد؟ ..ما هي الخطوة القادمة ؟..كيف ستكون ردة فعل الللجان الثورية غد أو بعد غد؟ …أطبق الصمت على الجميع.. تكلم أحد الزملاء موجها الحديث الى زميلتنا..يعني توا هكي طيرتي السكرة ..لكن مفيش فكرة.. أي بمعنى الان صحونا من نشوة الانتصار لكن لم نحسب حساب ردود أفعال اللجان الثورية !.. استفقنا فعلا من تلك النشوة ” السكرة” واتفقنا ان نغادرالمكان ولا نبقى في الكلية. اقترح البعض ان نتغيب عن الحضور الى الجامعة في اليومين القادمين تحسبا لأي رد فعل من اللجان الثورية، وان نتصل بأكبر عدد من الزملاء ونطلب منهم التغيب كذلك. اما خليل القمودي طلبنا منه المغادرة فورا، واقترحنا عليه الا يبيت في بيتهم هذه الليلة وأن يقضي اليومين القادمين في بيت أحد الاصدقاء. غادرنا ساحة الكلية وانطلقنا كل الى وجهته في انتطار يوم مجهول بعد أن عشنا يوما تاريخيا في حياتنا، تاريخيا واستثنائيا بحسب ظروف تلك الأيام….

(يتبع)

_______________

المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات مشابهة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *