العربي العربي
أدّت المؤسسة العسكرية دورا محوريا في صنع المسار السياسي وتوجهات النخبة وصناعتها للقرار في بعض الدول العربية ومنها الدول المغاربية، سواء من خلال الحركات التحريرية إبان الحقبة الاستعمارية، أم في فترة ما بعد الاستقلال، حيث أخذت زمام الأمور بنواصيها وجمعت بين الأنماط المختلفة من خلال استراتيجيات غلب عليها طابع النسق الأمني والإكراه العسكري ومقاربات الأمن الخشن.
تسلط هذه الدراسة الضوء على دور المؤسسة العسكرية والأمنية عقب أحداث “الربيع العربي” التي عرفتها تونس وليبيا من خلال وضعها في سياق الأحداث، وإبراز إيجابيات تفاعلاتها وسلبياتها تجاه العلاقات الدنية ـ العسكرية، وتفكيك رموز الإستملاك والاستعمال الوظيفي لجدلية العلاقة بين الجيش والسلطة، وموقفها من مقاربات التحول والانتقال الديمقراطي في المنطقة المغاربية.
تطرح هذه الدراسة عدة تساؤلات أهمها:
ـ ما طبيعة العلاقة بين المؤسسة العسكرية بالسلطة السياسية في تونس وليبيا قبل الأزمة؟ وما أثر ذلك في الارتباكات الأمنية بعد الأزمة؟
ـ ما أوجه الاختلاف والتشابه بين أزمة الأمن الداخلي في تونس وليبيا، من حيث الطبيعة والنتائج؟ وما المتغير التفسيري لهذا التباين والاختلاف.
ـ ما طبيعة العلاقة بين العسكري والسياسي قبل الأزمة وبعدها؟
ـ ما التحديات التي واجهت كليهما بعد الثورة؟ وما استراتيجيات المواجهة؟
***
العربي العربي: استاذ العلوم السياسية ـ جامعة عبدالحميد ابن باديس ـ مستغانم ـ الجزائر
___________
المصدر: مجلة سياسات عربية، العدد 37، مارس 2019