مع مطلع العام الميلادي الجديد ينظر الليبيون داخل البلاد وفي المهجر بتفاؤل إلى ما بعد الثورة والاطاحة بنظام معمر القذافي.
وعاش المغتربون الليبيون شهورا عصيبة قبل أن ينهار النظام السابق ودعم بعضهم الثوار ماديا ومعنويا.
لكن الثورة على القذافي كلفت ليبيا والليبيين ثمنا باهظا. فبالاضافة إلى الخسارة في الأرواح، لحقت أضرار بليغة بالبنية التحتية لمعظم المدن التي شهدت مواجهات دامية وقتالا ضاريا، مما فتح المجال أمام الحديث عن اعادة اعمار البلاد.
ويبدو أن مفهوم إعادة الاعمار في ليبيا لا يقتصر فقط على البنية التحتية، بل يتسع ليشمل مجالات أخرى في بناء الدولة التي تخطو أولى خطواتها نحو نظام حكم ديمقراطي.
هذا الوضع شجع ليبيين مقيمين بالخارج الى العودة إلى وطنهم وتسخير خبراتهم وكفاءاتهم للمساهمة في اعادة الاعمار. بي بي سي العربية رصدت مجموعة من آرائهم وتطلعاتهم.
رنيم أبو عجيلة الأمين – 22 سنة – اسبانيا – طالبة ادارة أعمال دولية

أعتقد أن لدى الكثير من الليبين رغبة حقيقية في العودة الى بلدهم بعد هذه الثورة التي منحتنا الأمل في مستقبل مشرق وزاهر. وأنا شخصيا من الذين يتمنون المساهمة ومد يد العون في بناء ليبيا جديدة على أسس وقواعد حقيقية. أخطط العودة قريبا إلى ليبيا التي طالما حلمت برؤيتها وهي ترتدي لباس الحرية.
اندلعت الثورة وانتهت أثناء تواجدي في اسبانيا. ولكني كنت منذ بداية الثورة حريصة كل الحرص على متابعتها والمساهمة ولو بالقليل في تحقيق أهدافها من خلال نشر الصور ومقاطع الفيديو. وتطوعت مؤخرا لاستقبال جرحى الثوار في العاصمة الاسبانية مدريد ليتلقوا العلاج.
أعتقد أن إرساء مبادئ الديمقراطية الحديثة والتأكيد على تطبيق أنظمة وقوانين حقوق الانسان ستكون من أهم القضايا الراهنة في ليبيا. برأيي، العدالة والمساوة هي من أهم العناصر التي تكفل نجاح المجتمعات وتدفع بحركة تقدمها وازدهارها. سأساهم في التوعية لكل ما هو مفيد للمجتمع والفرد من خلال وسائل الاعلام ومن خلال المؤتمرات والانشطة الاجتماعية العامة.
وأتوقع أن تحرص الحكومة الليبية الجديدة غاية الحرص على استقطاب المغتربين، فهم بلا شك سيكونون اضافة ايجابية وهامة في بناء ليبيا وتطويرها.
محمد كمال الطرات – 30 سنة – الامارات – رجل أعمال
ترك أهلي ليبيا في آواخر السبعينيات بحكم أن والدي كان معارضا لنظام القذافي. وشاء القدر أن أكون من مواليد القاهرة وأن أكمل تعليمي في بلدان مختلفة حول العالم، وأن اكتسب أيضا خبراتي المهنية في الخارج.
رغم كل ذلك كنت متابعا لأحداث الثورة منذ البداية وشاركت عدة مرات في قوافل الاغاثة التي كانت تصل الى بنغازي برا عبر مصر والى مصراته بحرا. أقيم حاليا في الامارات حيث أدير أعمالي. وأنا بصدد الاستعداد للقيام بزيارة جديدة الى ليبيا.
أتمنى من الحكومة الليبية أن تدعم الخبرات الليبية وخصوصا في مجال الانشاء والتعمير. وأتمنى أيضا أن ينجح الليبيون في انشاء جمعيات تضغط على الحكومة لتقدم التسهيلات الى الشركات الليبية الناشئة بدلا من الاستعانة بالشركات الغربية أوالصينية. وبرأيي، النموذج الخليجي، وبالذات السعودي والاماراتي، مثال يحتذى به من حيث الدعم التي تقدمه الحكومات الى الشركات المحلية الناشئة التي أصبحت الآن قادرة على منافسة نظيراتها عالميا.
بالاضافة الى ذلك، ستواجه الحكومة الليبية عدة تحديات ربما كان أبرزها الافراج عن الأموال والأرصدة الليبية المجمدة حول العالم. وفي جميع الاحوال أنا متفائل جدا برئيس الحكومة الجديد عبد الرحيم الكيب، حكومته برأيي مكونة من كفاءات لم نرها من قبل وبوسعها التغلب على هذه التحديات المتواضعة.
أنور الرايس، 36 سنة، خبير في قطاع النفط، بريطانيا

عدت منذ أيام من زيارة قصيرة الى ليبيا وكانت الثالثة بعد سقوط نظام القذافي وأخطط حاليا لزيارة أطول مطلع العام القادم.
المرة الأولى التي زرت فيها البلاد كانت من حوالي أربع سنوات وذلك بعد غياب دام 29 عاما. كان الحديث في ذروته حينذاك في الصحف والمجلات الغربية عن سيف الاسلام القذافي وكونه الوجه الجديد والمشرق لليبيا. في الحقيقة، حالة البلد كانت صعبة للغاية ولم يتغير هذا الوضع كثيرا في السنوات الأخيرة.
أما اليوم، فلدي آمال كبيرة في أن نتغلب في الفترة القادمة على الفساد الذي كان مستشريا في أروقة معظم المؤسسات والمرافق الليبية. فسياسة القرارات الفردية تحت حكم القذافي تسببت في هجرة العديد من الكفاءت التي لم تستطع التأقلم مع مثل هذا الفساد الاداري.
ومن المعروف أيضا أن أغلبية الشعب الليبي هم دون سن الثلاثين وتعرضت هذه الفئة الى التجهيل الممنهج على مدار العقود الماضية. ورغم كل ذلك أرى أن الشباب الليبي واع بما فيه الكفاية ويتطلع الى مستقبل أفضل من ذي قبل ولن يرضى بتكرار الأخطاء التي حصلت في الحقبة الماضية. وأنا حريص على أن تتحقق هذه التطلعات لأني أتمنى أن يعيش ابني في مجتمع تحترم فيه القوانين.
الطريق أمامنا طويل وصعب وبالطبع ستكون هناك بعض الهفوات والأخطاء لكني متأكد من أن المستقبل سيكون أفضل بكثير مما سبق.
معز زيتون، 25 سنة، طبيب، ليبيا

أنا من مواليد المهجر وقررت العودة الى ليبيا في شهر يوليو \ تموز الماضي لأساهم بالمرتبة الأولى في علاج الجرحى بجبهات منطقة الجبل الغربي، يفرن والزنتان بالتحديد. لم أستطع في الحقيقة أن أظل في موقف المتفرج جراء ما كان يجري وخصوصا بعدما شاهدت العديد من الصور ومقاطع الفيديو المروعة.
ليبيا اليوم بحاجة ماسة لكوادر طبية محترفة. فالقطاع الصحي يعاني من نقص حاد بعد شهور من المعارك الضارية. وبالاضافة الى ذلك، عانى القطاع مثل أخرى عديدة من سوء الادارة والاهمال خلال الأربعين السنة الماضية. فليس من الغريب أن تفتقر كثير من المراكز الصحية الى أبسط المعدات الطبية.
يقدر عدد الاطباء الليبين في الخارج بالآلاف وأتمنى أن تقوم الحكومة بدور أكبر في استقطابهم لأن الحاجة الى هذه الكفاءات أصبحت أشد من أي وقت مضى. قابلت خلال الأشهر الماضية عددا من الأطباء المغتربين القادمين من دول غربية مثل بريطانيا وفنلندا والولايات المتحدة ولاحظت أنهم بحاجة الى تحفيزات وتسهيلات حتى يتأقلموا مع الحياة في ليبيا لأن الأوضاع هنا تختلف كثيرا عن البلدان التي قدموا منها.
برأيي، المرحلة التي تمر بها ليبيا الآن أصعب بكثير من مرحلة الثورة. إلا أنني متفائل جدا بأننا سنستطيع تجاوزها بسلام.
محمد الطاهر الهمالي، 23 سنة، طالب أدب انجليزي، ليبيا

في الحقيقة عودتي لم تكن طوعية. فقد تم إلغاء بعثتي واضطررت للعودة. وكنت أتطلع إلى إتمام دراستي والحصول على أكثر عدد من الشهادات في تخصصات متعددة بتقدير ممتاز و الرجوع لليبيا حتى أستطيع مد وإفادة ليبيا بالقدر المستطاع.
في الوقت ذاته لم أقف عند هذا الحد بل أحاول إكمال وتنفيذ ما في بالي هنا في ليبيا. شاركت حتى الآن في عدة مشاريع مدنية تساهم في تثقيف وتوعية الشباب. ولدي مساهمات أيضا في العمل التطوعي في عدة مجالات منها تنظيف الشوارع والاماكن العامة مثل الجامعات والعمل في مجال الصحافة.
بصراحة، همي الأول الآن هو القضاء على كل الافكار التي علقت بأذهان الشباب خلال عهد القذافي، وهذا في رأيي هو أهم مشروع في الفترة الراهنة. وأعتقد أن بناء المؤسسات المدنية على اسس ادراية صحيحة أمر يتطلب الاهتمام أيضا. لكن أكبر مشكلة تواجه الحكومة الليبية حاليا هو انتشار السلاح بشكل كبير.
يتطلع الشباب الليبي المغترب إلى استغلال خبراتهم للنهوض بليبيا وتطويرها. وبوسع الحكومة الليبية أن تلعب دورا أكبر بكثير في احتضان الشباب المغترب والاستفادة من كفاءاتهم.
______________
Всё, что нужно знать о покупке аттестата о среднем образовании без рисков