رياض الجباري
تتصاعد الدعوات في ليبيا إلى منح المرأة دوراً أكبر في العملية السياسية، في وقت تشهد فيه البلاد جموداً بسبب الغموض الذي يكتنف موعد الانتخابات العامة التي تعثر تنفيذها في الـ24 من ديسمبر/ كانون الأول 2021.
وطالبت البعثة الأممية في ليبيا بـ“تعزيز وصول المرأة إلى مراكز القيادة“، مشيرة إلى أن “المنخرطات في المجال العام يواجهن تحديات كبيرة“.
عراقيل كبرى
وقالت المبعوثة الأممية في ليبيا، هانا تيتيه، إن: “هناك عوائق منهجية والتمييز والعنف تستمر في الوقوف بين النساء وبين مشاركتهن الكاملة والهادفة في المشهد العام في ليبيا“.
وأوضحت المحللة السياسية الليبية، فاطمة الغندور، أن “المرأة في ليبيا يعرقلها واقع السلاح وحالة الانقسام الحاصلة في ظل وجود حكومتين تتمركزان بغرب وشرق البلاد، وكذلك تعرقلها بعض العقليات السائدة التي ترى في خطأ المرأة السياسية عيوبا كبرى“.
واستدركت الغندور لـ“إرم نيوز” بالقول: “لكن أصحاب هذه العقليات يتجاهلون المشاكل المتراكمة للسياسيين الرجال، على غرار ما يحصل في مجلسي الدولة، حيث هناك صراع بين محمد تكالة وخالد المشري، وأيضا الوضع في البرلمان“.
وأوضحت أن “المرأة الليبية تناضل باستمرار ضمن هذا الواقع، رغم أنه عقب انتفاضة فبراير/ شباط 2011، حصدت المرأة مكاسب من أجل التمكين السياسي، والتشريعي، والتنفيذي، ولأول مرة في تاريخنا رأينا مرشحة للانتخابات، ولأول مرة أيضا تم إقرار مقعد للمرأة في كل مجلس محلي ليبي، لكن عندما تم مؤخرا انتخاب سيدة رئيسة لبلدية وجدت صعوبات لاستلام منصبها، لكنها خاضت صراعا وانتزعت ذلك“.
وشددت الغندور على أن “تمكين المرأة سياسياً يحتاج إلى تحريك المياه الراكدة في قناعات المجتمع تجاه دور المرأة، ولا يقف الأمر عند ترشحها للبرلمان، أو مجلس محلي، بل يحتاج لجهود من المرأة ذاتها لتخط طريقها في الفضاء السياسي“.
تجاهل كبير
وتأتي هذه الدعوات في وقت سجلت فيه ليبيا في السنوات الماضية العديد من الاعتداءات التي طالت المرأة على غرار اختطاف النائبة البرلمانية سهام سرقيوة قبل سنوات، التي لا يزال يكتنف الغموض مصيرها.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي، إن “دور المرأة في المشهد السياسي الليبي يواجه تجاهلاً كبيراً، إذ لم تتقلد المرأة أي مناصب مرموقة مثل رئاسة الوزراء أو البرلمان أو غيرهما، ولا أتوقع أن يتم ذلك في المدى القريب في ظل هيمنة السلاح على المشهد العام وأطراف سياسية لا تولي أهمية كبيرة لدور المرأة“.العبيدي لـ“إرم نيوز” على “ضرورة سن تشريعات تحمي المرأة وتضمن لها تمثيلاً مهماً في المجالس المنتخبة والحكومات“.
_____________
