أحمد مصطفى
يُجرى الاستحقاق البلدي بالنظام المختلط، إذ يتم التنافس على نحو ثلثي المقاعد بالقائمة المغلقة شرط أن تضمن تمثيل للنساء وذوي الإعاقة، فيما الثلث الآخر بالنظام الفردي.
لأسابيع مقبلة، تتأهب ليبيا لإجراء المرحلة الثانية من الاستحقاق البلدي، بعد انتهاء مرحلة تقديم أوراق الترشح، وسط صراع سياسي محتدم يهدد مستقبل هذا البلد وشعبه.
وتَجرى المرحلة الثانية على 63 مجلساً بلدياً، لكن الاقتراع الذي يُتوقع أن ينطلق بعد شهر رمضان، يكتسب أهميته من محافظات مركزية لها وزن سياسي وثقل في صنع القرار على رأسها العاصمة طرابلس وبنغازي عاصمة الشرق الليبي، بالإضافة الى سرت وسط البلاد، وسبها والكفرة في جنوبها، ما يمثل اختباراً جدياً لأوزان القوى في الشارع، ولمدى تدخلات السلطة في العملية الانتخابية، وكذلك لقدرة الأجهزة الأمنية على تأمينها، وذلك قبل تنفيذ الاستحقاقات السياسية الأكثر أهمية والمطلوبة بإلحاح محلياً ودولياً، لاسيما الانتخابات التشريعية.
ويُجرى الاستحقاق البلدي بالنظام المختلط، إذ يتم التنافس على نحو ثلثي المقاعد بالقائمة المغلقة شرط أن تضمن تمثيل للنساء وذوي الإعاقة، فيما الثلث الآخر بالنظام الفردي، وفق ما يوضح الباحث المتخصص في شؤون الانتخابات مصطفى الفرجاني الذي يؤكد “أهمية هذه المرحلة من الاستحقاق وتأثيرها على الشارع“>
متوقعاً “منافسة محتدمة ومشاركة قوية. وهذا الحراك يعكس الرغبة الملحة في الشارع الليبي في الذهاب إلى تنفيذ الاستحقاقات السياسية المطلوبة، على الأقل التشريعيات كمرحلة أولى، لاسيما مع تأكيد المفوضية العليا للانتخابات استعدادها الفني لإجراء الانتخابات، وكذلك إظهار الأجهزة الأمنية قدرتها على تأمين مراكز الاقتراع“.
وإذ يصف الفرجاني الحضور الحزبي في المنافسة بـ“الباهت“، إذ لم يُظهر المرشحون، سواء بنظام القائمة أو الفردي خلفيات حزبية أو سياسية، ليظل التأثير القبلي والعائلي حاضراً بقوة، خصوصاً في البلديات البعيدة عن مراكز صنع القرار.
لكن رئيس تجمع الأحزاب الليبية فتحي الشبلي يكشف لـ “النهار” أن حزبه “صوت الشعب” دفع بقائمة مرشحين للمنافسة على مقاعد بلدية حي الأندلس، في قلب العاصمة الليبية، ويفوق عدد سكانها 600 ألف نسمة، وهناك أحزاب أخرى منخرطة ضمن تجمع الأحزاب الليبية، دفعت بمرشحين في بلديات مدن جادو (شمال غربي ليبيا)، التي تمثل مناطق الأمازيغ، وسبها (جنوب ليبيا).
واذ يتفق الشيباني مع الفرجاني في ترجيح “منافسة أقوى وإقبال أوسع” من الناخبين عن الذي حصل في المرحلة الأولى التي جرت في 58 بلدية، وأعلنت نتائجها أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكنه يدافع عن التجربة الحزبية في ليبيا “في ظل وضع سياسي معقد. فخوض تجربة الانتخابات البلدية، وعدم ترك أي فرصة للوصول إلى القواعد الجماهيرية، لاسيما في البلديات المؤثرة، سيمثل قوة دفع لما قد يجري في الانتخابات التشريعية والرئاسية“.
وبالمثل يؤكد نائب رئيس حزب “ليبيا الأمة” أحمد دوغة لـ“النهار” أن حزبه دفع بمرشحين للمنافسة على مقاعد بلديات مدن ساحل ليبيا الغربي وعلى رأسها زوارة، وكذلك في العاصمة طرابلس وفي مدينة أوباري في الجنوب. وأرجع ضعف الحضور الحزبي إلى “الانقسام السياسي والمؤسسي الذي تعانية بلاده“.
أما رئيس حزب “السيادة الوطنية” إبراهيم بن عمران فيكشف هو الآخر أن “حزبة دفع بقائمة للمنافسة في مدينة بنغازي بالإضافة إلى عدد من أعضائه وشبابه للمنافسة بالنظام الفردي في عدد من البلديات الأخرى“>
مؤكدا لـ“النهار” “حصول تنسيق بين الأحزاب في المنافسة على المقاعد البلدية“. وأرجع تراجع دور الأحزاب إلى “غياب تشجيع الدولة بل وعرقلة تحركاتها“.
__________________