- الدبيبة يفتح باب التفاوض لتغيير الحكومة والمصرف المركزي
-
الدبيبة يظهر مرونة لأول مرة بشأن تشكيل حكومة جديدة.
-
تصريحات الدبيبة تشمل استعدادًا للتفاوض حول المصرف المركزي.
-
الدبيبة يلمح إلى ضرورة تغيير أسلوب التعامل معه في الحوار.
-
قد تكون تصريحات الدبيبة ناتجة عن ضغوط دولية أو خوف من رد فعل الشارع.
تحول في خطاب الدبيبة: ما وراء الكلمات؟
في مشهد يبدو غريبًا عن المعتاد، خرج رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة بتصريحات جديدة تحمل في طياتها نبرة مختلفة عن خطابه السابق. الدبيبة، الذي كان يتحدث بثقة عالية عن شرعيته المستمدة من الانتخابات المقبلة فقط، أبدى مرونة غير معهودة حول تشكيل حكومة جديدة والتفاوض بشأن المصرف المركزي. تلك اللغة الجديدة تفتح باب التساؤل حول ما إذا كانت تعكس تغيرًا جوهريًا في موقفه، أم هي مجرد مناورة سياسية تهدف إلى تخفيف الضغط الدولي والشعبي المتزايد عليه.
في كلمته الأخيرة، قال الدبيبة بطريقة غير معتادة: “ما دوسش خشمي وتعال”، في إشارة إلى استعداد الحكومة للنقاش حول تغييرها، وهو ما لم يكن يطرحه سابقًا إلا عبر الانتخابات. هذه العبارة العامية، المحملة بدلالات كثيرة، قد تكون مؤشراً على إدراك الدبيبة لحتمية التغيير، سواءً نتيجة للضغوط الدولية أو الخوف من التحرك الشعبي، الذي بدأ يتزايد في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد المستشري.
المصرف المركزي: نقطة التفاوض المحتملة؟
من النقاط التي أثيرت في تصريحات الدبيبة الأخيرة هو المصرف المركزي. هذا الملف الحساس يعتبر من أكثر النقاط الشائكة في المشهد الليبي. فالدبيبة، الذي كان يُعتبر الحارس على المصرف المركزي، أبدى مرونة في التفاوض حول دوره ومكانته. قد يكون هذا التحول جزءًا من استراتيجية لتخفيف الضغط المتزايد عليه من قبل المجتمع الدولي والشارع الليبي على حد سواء.
المصرف المركزي هو شريان الحياة الاقتصادي في ليبيا، والسيطرة عليه تعني السيطرة على موارد الدولة. لهذا السبب، كان الدبيبة متمسكًا به كجزء من نفوذه، إلا أن التصريحات الأخيرة قد تشير إلى استعداد لتقديم تنازلات مقابل الحفاظ على وجوده السياسي. وربما هذه المرونة تعكس إدراكه بأنه لن يستطيع الاستمرار في تجاهل المطالب المتزايدة بإصلاحات حقيقية تشمل هذا الملف.
الدبيبة يظهر مرونة غير مسبوقة بشأن تغيير الحكومة والمصرف المركزي، مما قد يعكس ضغطًا دوليًا أو شعبيًا. فرصة جديدة للحوار والتفاوض في المشهد الليبي.
الحكومة الجديدة: هل يُغيّر الدبيبة موقفه؟
ما يثير الاهتمام بشكل أكبر هو إشارة الدبيبة المباشرة إلى إمكانية تشكيل حكومة جديدة في ليبيا، وهو ما لم يكن مطروحًا من قبله سوى من خلال الانتخابات. هذه الخطوة، التي قد تبدو للبعض تنازلًا كبيرًا، يمكن أن تكونتكتيكًا سياسيًا يهدف إلى كسب الوقت أو تحييد المعارضة. إلا أنها، في الوقت نفسه، قد تفتح الباب أمام حلول سياسية سلمية تنهي حالة الجمود التي تعيشها ليبيا منذ سنوات.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل هذه التصريحات تعبر عن رغبة حقيقية في تغيير الوضع القائم، أم أنها مجرد مناورة سياسية؟ فالدبيبة، الذي استطاع البقاء في السلطة رغم كل التحديات، قد يكون الآن في موقف يجبره على التكيف مع المتغيرات الداخلية والخارجية. وإذا كانت هذه التصريحات تعبر عن تغير حقيقي في مواقفه، فقد تكون فرصة لأطراف الصراع للدخول في مفاوضات جادة تؤدي إلى تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.
الضغط الدولي والشعبي
التصريحات الجديدة للدبيبة قد تكون ناتجة عن ضغوط متعددة من الداخل والخارج. فالشارع الليبي، الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والفساد، بدأ يظهر تململه من الوضع الحالي. كما أن المجتمع الدولي يزداد قلقًا من استمرار الأزمة الليبية دون حلول جذرية. هذا الضغط المتزايد قد يكون هو الدافع الرئيسي وراء تغيير نبرة الدبيبة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تصريحاته السابقة التي كانت تحمل لغة تحدٍ وصدام مع خصومه.
الدبيبة، الذي كان يعتمد على دعم الميليشيات والوجود التركي في ليبيا، قد يكون الآن مجبرًا على التفاوض والتنازل في بعض الملفات للحفاظ على ما تبقى من نفوذه. ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى جدية هذه التصريحات، وهل سيترجمها إلى خطوات فعلية على أرض الواقع؟ أم أنها مجرد محاولة لكسب الوقت وتجنب المزيد من الضغوط؟
في النهاية، يبقى الوضع في ليبيا معقدًا، والتغيير السلس الذي يتحدث عنه البعض قد يكون صعب المنال. لكن مع ذلك، فإن تصريحات الدبيبة الأخيرة تفتح نافذة جديدة للحوار والتفاوض، قد تكون فرصة يجب أن تستغلها الأطراف المختلفة للوصول إلى حل سياسي ينقذ البلاد من حالة الجمود التي تعيشها منذ سنوات.
_________________