محمود شعبان

 العرجاني يحصل على المشروعات بالأمر المباشر

 ظهور رجل الأعمال المصري المقرب من السلطات، إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد القبائل العربية والذي برز اسمه في عالم الأعمال مؤخرًا، في ليبيا وهو يوقع عقودًا مع هيئة إعمار ليبيا في بنغازي برئاسة بلقاسم نجل الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، جدلًا وكثيرًا من التساؤلات حول دوره في ليبيا في الفترة المقبلة.

العقود التي تم إبرامها في يوليو/ تموز 2024، بتوقيع من بلقاسم حفتر، مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، مع شركات العرجاني المصرية، كشفت عنها الصفحة الرسمية لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا على فيسبوك، موضحة أن المشروعات المرتقبة سوف يتم تنفيذها في درنة ومدن الجبل الأخضر، وأن توقيع هذه العقود تم مع رئيس مجلس إدارة شركة أبناء سيناء وعضو مجلس إدارة شركة نيوم المصرية إبراهيم العرجاني.

في هذا التقرير نرصد دور إبراهيم العرجاني داخل ليبيا، وحجم المشروعات التي سوف يقوم بتنفيذها، ومن هم الوزراء المصريون الذين يشاركونه تنفيذ هذه المشروعات داخل بنغازي وما حولها من المدن الليبية في شرق البلاد، وكذلك ما إذا كان برلمان طبرق يراقب عقود هذه المشروعات أم أن بلقاسم حفتر يتحرك بمعزل عن الأجهزة الرقابية الليبية.

بداية وجود إبراهيم العرجاني في ليبيا

لم تكن العقود التي أبرمها إبراهيم العرجاني مع بلقاسم خليفة حفتر في شرق ليبيا في يوليو/ تموز 2024 هي الأولى للعرجاني داخل ليبيا، فعند تتبع بدء ظهور رجل الأعمال المصري المقرب من السلطات المصرية، في الشأن العام الليبي، وجدنا أنه في 18 مايو/ أيار 2023، عقد رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة، اجتماعًا مع وفد مصري رفيع المستوى، ضم رجال أعمال ومسؤولين من جهاز المخابرات المصرية.

كان الهدف الرئيس المعلن من اللقاء، الكشف عن ملامح مقاربة مصرية جديدة في ليبيا، تقوم على ركنين أساسيين، أحدهما أمني والآخر اقتصادي. وكان الأمر اللافت في اللقاء الذي جمع الدبيبة بالمسؤولين المصريين، ظهور رجل الأعمال المصري، إبراهيم العرجاني الذي تنفذ شركاته الكثير من المشروعات الخاصة بتلك الأجهزة داخل وخارج مصر، لا سيما في قطاع غزة.

وقتها أعلن المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة في طرابلس، أن الدبيبة تابع مع الوفد المصري، خاصة مسؤولي جهاز المخابرات المصرية، نتائج أعمال اللجنة المشتركة المصرية الليبية، التي بدأت أعمالها قبل عامين، عقب زيارة رئيس الوزراء إلى القاهرة حينها، للقاء رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.

كان واضحًا أن تلك الأجهزة ستمد أذرعها الاقتصادية في الغرب الليبي، وأن شركة العرجاني ستضع أوزارها هناك. لذلك قامت علاقة وشراكة بين العرجاني، والرجل النافذ في غرب ليبيا إبراهيم الدبيبة.

وبدأ عمل العرجاني داخل غرب ليبيا في 5 أغسطس/ آب 2023، وحينها كشفت مصادر إعلامية ليبية أن قيمة التعاقدات بين إبراهيم الدبيبة والشركات المصرية، بما فيها شركات إبراهيم العرجاني، بــ 19 مليار دينار.

نشاط العرجاني الاقتصادي داخل العاصمة الليبية، جاء بعد إبرام الحكومة المصرية والحكومة الليبية اتفاق اقتصادي ضخم يتعلق بإعادة إعمار وذلك قبيل زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى ليبيا، في 20 أبريل/ نيسان 2021.

وهو الاتفاق الذي قال عنه وزير العمل الليبي، علي العابد في سبتمبر / أيلول 2021، إن مليون عامل مصري سيبدأون دخول ليبيا بدءًا من أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام. وأوضح العابد آنذاك أن بلاده وقعت مع مصر عقودًا بقيمة 19 مليار دينار ليبي (4.24 مليارات دولار).

زيارة مدبولي إلى ليبيا تبعها، في يناير / كانون الثاني 2022، توقيع ليبيا عقود مع ائتلاف شركات مصرية لتنفيذ مشروعي صيانة وتوسعة طريقي أوباري – غات” (غرب)، واجدابيا – جالو” (شرق).

ووقع العقود مع الشركات المصرية رئيس الحكومة الليبي عبد الحميد الدبيبة، خلال فعالية للإعلان عن استكمال مشروع الطريق الدائري الثالث بطرابلس. وقال الدبيبة خلال مراسم توقيع العقود: “نحن هنا للإعمار والبناء والحياة (..) لنبدأ المشروع (استكمال الطريق الدائري الثالث بطرابلس)”.

وأضاف: “استدعينا نخبة الشركات المصرية لتنفيذ مجموعة من مشروعات الكهرباء والصرف الصحي والطرق في جنوب وغرب وشرق البلاد“.

والشركات المصرية المتعاقد معها هي أوراسكوم للمقاولاتوأبناء حسن علامورواد الهندسة، وبلغ طول الطريق الدائري الثالث نحو 24 كيلومترًا شمالي البلاد، بدءًا من جزيرة غوط الشعال وصولًا إلى طريق الشط في العاصمة طرابلس.

_______________

عربي بوست

 

مقالات مشابهة