أحمد الخميسي

يتنافس وزيران للنفط في ليبيا على الشرعية محمد عون وخليفة عبد الصادق على إدارة قطاع النفط، مما سيخلق ارتباكاً لدى المستثمرين مع اقتراب جولة تراخيص جديدة مخطط لها قبل نهاية العام الحالي.

ويباشر عون عمله في مقر وزارة النفط بطرابلس ويوقع على الأوراق الرسمية ويعقد عددا من الاجتماعات حسب شهادات عدد من العاملين في وزارة النفط، في حين يحضر عبد الصادق اجتماعات رئاسة الوزراء ويمثل ليبيا في المحافل الدولية المتعلقة بقطاع النفط.

وتؤكد رسائل صادرة عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة تولي رجب عبد الصادق مهام وزير النفط والغاز بدولة ليبيا اعتباراً من 26 مارس/ آذار 2024، وأنه مستمر في عمله، فيما يقول المحلل الاقتصادي محمد الشيباني لـالعربي الجديدأن القطاع النفطي المسؤول عن 95% من العائدات الحكومية يعاني من الإرباك لأن وزير النفط وأثناء قيامه بعمله يتم تكليف شخص آخر بمهامه، بما يسهم في عزوف المستثمرين عن المشاركة في جولات استكشافية نهاية العام الحالي.

وأضاف أن الأختام والأوراق الرسمية لدى عون بينما عبد الصادق لديه المشاركات الخارجية، فضلاً عن أن عبد الصادق لديه منصب آخر وهو عضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، فيما لا يسمح قانون النفط بأن يكون الوزير عضوا في مجلس إدارة المؤسسة، معتبراً أن النفط ليس كسائر القطاعات نظراً لكون ليبيا تعتمد عليه أساساً في إيراداتها.

وفي السياق، يرى المحلل النفطي حسين الصديق أن وزير النفط محمد عون أوقف إبرام صفقات نفطية، ولذلك تم إيقافه عن العمل وتكليف شخص آخر. وأضاف لـالعربي الجديدأن المطلوب رفع معدلات الإنتاج والتصدير وصولاً إلى مليوني برميل يومياً، بينما تحتاج الاستكشافات والجولات الجديدة من التراخيص إلى استقرار قطاع النفط المحرّك الرئيسي للاقتصاد.

وليبيا عضو في منظمة أوبك” ولديها خطة متوسطة المدى لزيادة الإنتاج إلى مليوني برميل. ومن شأن تسلم عبد الصادق وزارة النفط أن يخفف من التوتر الذي غالباً ما تشهده العلاقات مع مؤسسة النفط، والحد من العقبات أمام الاتفاقيات النفطية التي هي محور الخلاف مع المؤسسة، وذلك من خلال تقديم قدر أكبر من اليقين للمستثمرين، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة ستاندرد أند بورز غلوبال“.

وفي الأشهر الأخيرة، زادت البلاد من دعواتها للمستثمرين في قطاع النفط والغاز للمساهمة في تحقيق أهداف إنتاج النفط المقتصر حالياً على نحو 1.2 مليون برميل يومياً.

وسبق أن أشار موقع أفريكا إنتلجنسالفرنسي إلى فتور العلاقات بين عون والدبيبة والخلافات المتكررة بينهما حول المشروعات النفطية، موضحاً أن عون عارض التوقيع على مذكرة مع تركيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، تتعلق بالتنقيب عن المواد الهيدروكربونية في المياه الليبية.

وشهدت ليبيا، التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، انتعاشاً كبيراً في إنتاج النفط إلى المستوى الحالي، مع خطط لزيادته إلى 1.4 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام الجاري، وصولاً إلى مليونَي برميل يومياً بحلول آخر العام 2026.

_________________

مقالات مشابهة

4 CommentsLeave a comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *