الحبيب الاسود
أكثر من 400 ألف كلم مربع تحتاج إلى التطهير
مخلفات الحرب والألغام الأرضية في ليبيا مازالت تمثل تهديدا للمدنيين خاصة الأطفال في العاصمة طرابلس بعد سنوات من القتال.
أكد مدير برامج منظمة حقول الحرة لنزع الألغام في ليبيا ربيع الجواشي، أنهم سجلوا أكثر من 400 ضحية بين قتيل وجريح جراء مخلفات الحرب، 30 في المئة منهم من الفنيين،
مشيرا إلى أن ليبيا تحتاج إلى أكثر من عشر سنوات لتطهير جميع المناطق من الألغام والذخائر غير المنفجرة في حال استقرت الدولة وتم إيجاد إستراتيجية لإزالة هذه المخلفات.
وبحسب الجواشي تم التخلص من 640 طنا من مخلفات الحروب في مناطق عدة من البلاد، لافتا أن الخطر لا يزال قائما مع وجود مناطق ملوثة في عين زارة وجنوب طرابلس لم يتمكن الأهالي من العودة إليها حتى الآن.
ويأتي ذلك فيما أعلن المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام عن خطط لتطوير إستراتيجية على مستوى الوطني لمكافحة الألغام بالتعاون مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ممثلة في دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام.
وكشفت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، فاطمة زريق، أن “ليبيا تمكنت من تنظيف حوالي 36 في المئة من الأراضي الخطرة التي تم تحديدها في البلاد، إلا أن حوالي 436 مليون متر مربع لاتزال ملوثة، وأكدت أنه في السنوات الخمس الماضية، أصيب أو قُتل أكثر من 400 شخص في حوادث مرتبطة بالذخائر المتفجرة. وقد تم تسجيل خمسة وثلاثين من تلك الحوادث في العام الماضي فقط، وكان من بين ضحاياها ستة وعشرون طفلا.
واعتبرت زريق أن “هذه الأرقام لا تسلط الضوء على التحديات الخطيرة التي نواجهها فحسب، بل تؤكد أيضا على الأهمية الحيوية للشراكات الدولية، فمن خلال التعاون، يمكننا تعزيز قدرات قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام، وضمان مستقبل أكثر أمانًا للجميع”.
وأضافت أن تطوير إستراتيجية ليبيا لمكافحة الألغام “سيساعد البلاد على توضيح الاحتياجات والأولويات وتحديد الفرص والمخاطر”، مؤكدة أن الإستراتيجية ستشكل إطارا يوجه التعاون بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية، “ما سيفضي في نهاية المطاف إلى تعظيم تأثير جهود الأعمال المتعلقة بالألغام وتقليل المخاطر التي تتعرض لها المجتمعات المحلية”.
ووفقا لآخر الإحصائيات الموثقة لدى الأمم المتحدة، فقد سُجلت أكثر من 400 حادثة مرتبطة بذخائر غير منفجرة بين قتل وإصابات، منذ انتهاء الحرب، وسجّلت 35 منها العام الماضي فقط، وكان من بين الضحايا 26 طفلا.
واعتبرت الأمم المتحدة أن هذه الأرقام لا تسلّط الضوء على التحدّيات الخطيرة التي نواجهها فحسب، بل تؤكد أيضا الأهمية الحيوية للشراكات الدولية وكيفية تعزيز قدرات قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام، وضمان مستقبل أكثر أمانًا للجميع.
ومن جانبه، يعمل المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب جاهدا لتنسيق وتوظيف جميع أعمال الشركاء المنفذون للأعمال المتعلقة بالألغام في جميع أنحاء ليبيا، بما في ذلك عمليات التطهير والتخلص من الألغام ومخلفات الحروب في المدن الأكثر تلوثا وتأثرا بهذه المخاطر مثل طرابلس ومصراتة وبنغازي وسرت وغيرها من المدن والمناطق الليبية.
كما يشرف على تنفيذ حملات ونشاطات مكثفة للتوعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحروب والتي تهدف لزيادة الوعي لدى المجتمعات المتأثرة عن هذه المخاطر لتفاديها وتقليل عدد الحوادث التي قد تنتج عنها، علما أن المركز الليبي يشرف على أكثر من 40 فريقا مختصا في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب تابعة لعدد من المنظمات الدولية والمحلية.
وقالت البعثة الأممية إن أكثر من 15 مليون متر مربع لا تزال ملوثة بالذخائر المتفجرة في جميع أنحاء ليبيا، مشيرة إلى أن “الجهود التي تندرج تحت إجراءات مكافحة الألغام عنصر أساسي في رحلة ليبيا نحو السلام والاستقرار، تضاف إلى الإصلاحات في قطاع الأمن الهادفة إلى معالجة انتشار الذخائر المتفجرة وانتشار الأسلحة”.
وأكد تقرير لوزارة الخارجية الأميركية للعام 2023 إن مخلفات الحرب والألغام الأرضية في ليبيا مازالت تمثل تهديدا للمدنيين خاصة الأطفال في العاصمة طرابلس بعد سنوات من القتال، وتابع أنه تم تطهير ما يقارب 36 في المئة من المناطق المليئة بالألغام والذخائر، مشيرا إلى وجود أكثر من 430 مترا مربعا ماتزال غير مطهرة، وقد يستغرق التخلص منها ما بين 5 إلى 10 سنوات.
ووجه التقرير التهم إلى مجموعة فاغنر الروسية الداعمة للمشير خليفة حفتر في عدوانه على طرابلس عام 2019 بزراعة تلك الألغام والأفخاخ الأرضية قبل انسحابها من العاصمة وطوقها، لكن أغلب المراقبين يرون أن مختلف الأطراف شاركت في زراعة الألغام والمتفجرات في أرض ليبيا، وأن الإكتفاء بالحديث عن مسلحي فاغنر يدخل في سياق حرب الدعاية الإعلامية ضد روسيا ، ولا يعكس حقيقة ما دار ويدور على أرض الواقع.
_________________