إعلامي سابق.. أفضل المستعربين.. ذراع بوتين، ألقاب تطلقها وسائل الإعلام على السفير الروسي فوق العادة في ليبيا، آيدار رشيدوفيتش أغانين، الذي يقود جهودا حثيثة لإعادة افتتاح سفارة بلاده في العاصمة طرابلس مقر حكومة الوحدة الوطنية.

ورغم أن موسكو من أشد الداعمين للجنرال الانقلابي خليفة حفتر، الذي دعمته عسكريا في هجومه عام 2019 ضد حكومة الوحدة الوطنية (معترف بها دوليا) في طرابلس، لكنها تسعى إلى إعادة علاقتها مع الأخيرة التي يتولى رئاسة الوزراء فيها عبد الحميد الدبيبة.

ذراع بوتين

ويعقد سفير روسيا أغانين (57 عاما)، اجتماعات بانتظام مع حكومة الوحدة الوطنية، إذ نقل فريقه الدبلوماسي بهدوء إلى فندق راديسون بلوعلى ساحل العاصمة طرابلس، وفقا لما نشرته مجلة إنتلجنس أونلاينالاستخباراتية الفرنسية في عددها الصادر في 16 فبراير/ شباط 2024.

وذكرت المجلة، أنه في 6 فبراير، التقى أغانين مع وزير خارجية حكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، لمناقشة موعد افتتاح السفارة الروسية مرة أخرى بعد فرار البعثة الدبلوماسية الروسية من السفارة عام 2013 وانتقالها إلى تونس على غرار معظم البعثات الدبلوماسية الأخرى“.

وأشارت المجلة إلى أنه بعد تعيينه عام 2022، التقى أغانين مع الدبيبة في يونيو/ حزيران 2023، وواصل بانتظام عرض رؤيته لمناقشة التعاون الثنائي المحتمل بين الجانبين“.

وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول 2022، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوما بتعيين أغانين سفيرا لروسيا الاتحادية لدى ليبيا.

وعلى ضوء ذلك، نشرت مجلة ناشيونال إنترستالأميركية تقريرا في 11 فبراير 2023، سلطت فيه الضوء على التحركات الروسية في الأراضي الليبية، من بينها تعيين سفير جديد وصفته بأنه ذو خبرة واسعة، ويعد إحدى أذرع بوتين في دولة ليبيا“.

وقالت المجلة، إن ليبيا تبرز كأرض الفرص بالنسبة لبوتين الذي لم يتوان في إرسال ألمع خبرائه الإقليميين لتعيينه سفيرا لموسكو في طرابس، وهو آيدار رشيدوفيتش أغانين، أحد (أفضل المستعربين) في روسيا، وخدم في الأردن والعراق وفلسطين والولايات المتحدة“.

ولفتت إلى أن أغانين كان أحد مستشاري بوتين المقربين بالشرق الأوسط في قسم تخطيط السياسات بوزارة الخارجية، واعتبارا من (يناير 2023)، أصبح السفير الروسي في ليبيا“.

وأضافت المجلة أن روسيا لا تريد حالة من الاستقرار والهدوء في ليبيا، فبعد محاولة فاشلة لفرض ديكتاتور جديد، وهو خليفة حفتر، يحاول الغرب الحفاظ على الوضع الراهن، لكن موسكو ليس لديها مصلحة في الهدوء“.

ووفقا للمجلة الأميركية، فإنه يمكن للغرب أن يرد على محاولة روسيا في ليبيا بالتفكير بجدية في كيفية إنهاء عقد من البؤس السياسي في ليبيا وإرسال دبلوماسيين مهرة يمكنهم التعامل مع زعماء القبائل وبناء إجماع ليبي.

مهمة خاصة

وفي 19 أغسطس 2023، قال أغانين سفارتنا عادت إلى العاصمة الليبية بطاقم كامل وبعض الموظفين في طريقهم إلى طرابلس، موضحا أنهم يشتغلون في طرابلس منذ سبتمبر/ أيلول 2022، وخلال فترة قصيرة سيكتمل الطاقم 100 بالمئة“.

ونفى أغانين في حوار مع قناة روسيا اليوم، ما أثير من حملة حول شخصه وعلاقته بالرئيس بوتين وخطورة تعيينه، قائلا إن كل الادعاءات التي تقول إنني جئت لحشد القبائل وتهديد خطوط نقل الطاقة ليس لها أساس وهو موضوع مضحك“.

وأشار إلى أن الخلافات الواضحة للقوى المختلفة التي انبثقت عن الثورة في ليبيا هي شيء طبيعي، وأن الحياة السياسية هي في أصلها صراع بين القوى، لكن يجب أن يكون سلميا“.

وأضاف أغانين أن القوى الليبية تبحث عن الحلول خلال الاتفاقات واللجان المكلّفة من البرلمان والأعلى للدولة، وأن على الجميع أن ينظروا إليها كإشارة إلى أنها تبحث عن حلول وعلينا دعم هذه الجهود لعودة الاستقرار والوحدة إلى البلد“..

وشدد على ضرورة أن تتحرك كل القوى باتجاه الانتخابات، لأنها الحل الوحيد لعودة الاستقرار، وأن الشعب يجب أن ينتخب ممثليه الذين سيتمتعون بشرعية كاملة، وفق قوله.

وتابع: “روسيا لا تعمل في ليبيا للصراع مع أي أحد، وأن الغربيين والأميركيين ينظرون للعمل داخل هذا البلد على أنه صراع مع روسيا وهو يتعلق بمصالحهم، وأن الاستعمار الغربي في إفريقيا مستمر بأشكال متنوعة وأنهم ينظرون للقارة السمراء كمصدر للطاقة والنفط والغاز“.

وعن سيف القذافي وتعامل روسيا معه، قال أغانين إنه يمثل وجماعته قوة موجودة على الأرض، ولا أحد ينكر وزنهم السياسي، ولكن الأمر الأهم هو عدم دعم القوى بل الانتخابات والقرار الذي يراه الليبيون هو الأفضل“.

وشدد السفير على ضرورة أن تشارك جميع الشخصيات التي تريد المشاركة دون استثناء، لأن الاستثناء قد يعود بنتائج سلبية جدا“.

وأكد أن العلاقات التاريخية بين ليبيا وروسيا لا بد أن تعود لحجمها السابق وأن تتطور، مضيفا أنهم بحاجة للاستقرار والوحدة ليكون الوضع مقبولا لعودة الشركات الروسية أو الأجنبية التي تتخوف من الوضع لعدم وجود المعلومة الكافية“.

ولفت السفير الروسي إلى أن من واجبات السفارة إزالة هذه المخاوف والإسهام في عودة الشركات وتبادل الوفود والخبرات دون انتظار للاستقرار الكامل للبلد“.

تتاري الأصل

آيدار رشيدوفيتش أغانين المولود عام 1967 في مدينة قازان الروسية ذات الغالبية المسلمة، لذلك بعض وسائل الإعلام تطلق عليه اسم حيدر” (آيدار)، لكن لا يعرف فيما إذا كان هو مسلما.

تخرج في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية عام 1990 وانضم إلى وزارة الخارجية السوفيتية في ذلك العام، ويتحدث 5 لغات، هي التترية  والروسية والإنجليزية والعربية  والعبرية.

شغل منصب مستشار السفارة الروسية في الأردن بين عامي 2003 و2007، بعدها أصبح نائب رئيس تحرير قناة نوفوستيالروسية، ثم عمل من 2009 إلى 2011، مديرا للقسم الناطق باللغة العربية في قناة روسيا اليومالإخبارية الحكومية.

وخلال مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عام 2009، قال أغانين إن هذه مؤسسة إخبارية (روسيا اليوم)، سياستها توفير التغطية للقضايا الروسية، والقضايا الروسية العربية، والقضايا الثقافية في الدول العربية، ومن هنا شعارنا (مشروع جديد من صديق قديم)”.

وتابع: “نقدم تقريرا عن حياة المسلمين والثقافة الإسلامية داخل روسيا، وبهذا نبني جسور التفاهم والحوار بين روسيا المسلمة والجمهور العربي في المنطقة العربية“.

وبسؤاله عن فكرة إنشائها، أوضح أغانين أن الأكاديميين والسياسيين الروس المهتمين بالمنطقة العربية كانوا من كبار المتحمسين للفكرة“.

وأشار إلى أن هؤلاء المسؤولين بنوا نواياهم على فكرة أن المنطقة العربية تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد الغرب، وخاصة الدول الناطقة باللغة الإنجليزية“.

وبين عامي 2011 و2016، كان يتولى أغانين، منصب المستشار الرئيسي للسفارة الروسية في واشنطن، قبل أن يصبح رئيس البعثة الروسية لدى السلطة الفلسطينية في رام الله.

وعام 2019، عاد للعمل في وزارة الخارجية نائبا لمدير إدارة تخطيط السياسة الخارجية، وذلك قبل أن يعينه بوتين سفيرا فوق العادة لبلاده في ليبيا.

_________________

مقالات مشابهة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *