علاء فاروق
أثارت التهديدات التي أطلقها المجلس السيادي للجيش السوداني ضد اللواء الليبي، خليفة حفتر والشرق الليبي لتأييدهم قوات الدعم السريع بعض الأسئلة عن تداعيات الخطوة عسكريا، وما إذا كان الطرفان يصطدمان عند الحدود المشتركة بين البلدين.
وهاجم عضو المجلس السيادي السوداني ومساعد القائد العام للجيش الفريق، ياسر العطا السلطات الليبية في بنغازي ومنها قوات “حفتر“، بسبب دعم قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي” عبر مطارات أفريقية، محذرا هذه المؤسسات من تبعات ما وصفه بـ“العبث“، وأن الأجهزة المخابراتية السودانية ستقوم برد الدين والصاع صاعين“، وفق قوله.
“الإمارات وتشاد“
كما وجه العطا في خطاب، أمام قوات جهاز المخابرات في مدينة أمدرمان السودانية انتقادات لاذعة لكل من دولتي الإمارات وتشاد، مستنكرا استخدام المطارات التشادية من أجل إيصال الدعم العسكري لقوات الدعم السريع “المتمردة“، مؤكدا أن ذلك يتم بمعرفة نافذين في القيادة التشادية، واصفا إياهم بـ“العملاء والمرتزقة للاستعمار الحديث“.
ولم يصدر أي رد من قبل القوات التابعة لحفتر في شرق البلاد، ولا مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة بنغازي “شرقا” مقرا له.
“تبرير للفشل العسكري“
من جهته، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، طلال الميهوب؛ إن “هذه التصريحات والتهديدات والاتهامات التي تلقى جزافا في هذا التوقيت، هي محاولة من قائليها للتبرير والتغطية على الفشل الموجود هناك بين الأطراف في دولة السودان لترميم خلافاتهم وحروبهم“.
وأضاف في تصريحات خص بها “عربي21″، أنه “على الأطراف المتنازعة في السودان الاهتمام بوضعهم الداخلي وعدم توزيع الاتهامات هنا وهناك، أما لغة التهديد التي سمعناها في هذه التصريحات سنعدها غير رسمية حتى الآن، أما وقت الجد سيجد هؤلاء ردا ووقفة من الليبيين“، وفق قوله.
“الإمارات هي المخطط“
في حين رأى الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عباس محمد صالح، أن “الصراع في السودان ما هو إلا “حرب بالوكالة” عن دولة الإمارات ومن يحالفها في المنطقة، وما قوات الدعم السريع إلا أداة استخدمت في تنفيذ “مخطط كبير، يستهدف بنية الدولة السودانية ومؤسساتها الحيوية“، وفق قوله.
وأشار خلال تصريحه لـ“عربي21″ إلى أن “قادة الجيش السوداني وصلوا إلى قناعات قطعية، مفادها أن دولة الإمارات ومن يدور في فلكها لن تغير نهجها الحالي بوقف دعم هذا النمط المتمرد الذي وضع البلاد على شفا التقسيم، فضلا عن التدمير الممنهج لمقدرات البلاد والانتهاكات الجسيمة ضد شعبها“، كما رأى.
وبخصوص حفتر، قال: “موقف حفتر يفسره ارتباطه بمجموعة “فاغنر” الروسية التي تشير بعض المعطيات إلى وقوفها وراء الانقلاب الأخير في النيجر مثلا، ومن ثم فإن حفتر ينظر إلى الأحداث في دول الجوار مثل النيجر والسودان وتطوراتها على أنها ستصب في صالحه، في ظل استمرار صراعه مع السلطات الأمنية والسياسية في الغرب الليبي“، وفق تقديراته.
“دعم حميدتي وفاغنر“
الباحث الليبي في الشؤون الأفريقية، موسى تيهوساي، أكد أن “التصريحات السودانية الرسمية التي تشير إلى تورط حفتر والإمارات في الحرب الأهلية في السودان، الهدف منها في هذا التوقيت لفت انتباه المحيط الإقليمي إلى توسع نطاق الحرب، خاصة أن الجنرال السوداني أشار إلى استخدام الإمارات قاعدة “أم الجرس” التشادية في الحدود مع السودان ودعم حميدتي من خلالها، وتحولت هذه القاعدة إلى شريان دعم حيوي للغاية بالنسبة لحميدتي ومرتزقة “فاغنر” المساندين لحفتر“.
وأوضح أنه “مع اهتمام العالم بمتابعة الوضع في فلسطين، تعمل أبوظبي بشكل نشط في تقديم كل أشكال الدعم لقوات الدعم السريع وتعزيز الجبهات في الشمال، خصوصا الجنينة وحتى دارفور واستمالة حركة أركو لصالح حميدتي مؤخرا“، وفق قوله.
وتابع: “لكن رغم الإشارة إلى حفتر وشرق ليبيا والتحذير من دعم حميدتي، إلا أن الجيش السوداني يعرف أن ليبيا لم تعد محورية حاليا في دعم “حميدتي” بعد استخدام قاعدة أم الجرس في تشاد، لذا هذه التهديدات ربما للضغط والتخويف فقط“، كما قال لـ“عربي21.
___________