رأى نزار كريكش مدير مركز بيانللدراسات السياسية في ليبيا في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر“- أن الأطراف السياسية في ليبيا تراهن على التحرك الدولي لحل الأزمة لأنها باتت منهكة وتفتقد لرؤية جديدة.

وأضاف أن الأطراف الليبية التي دخلت في نزاع لسنوات وعجزت عن إجراء تغيير حقيقي؛ مستعدة اليوم لخوض المسار السياسي والتسليم للأطراف الدولية من أجل إيجاد حل للأزمة من الخارج، مؤكدا أن زيارة وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأميركية سي آي إيه، وزيارة مدير المخابرات التركية هاكان فيدان إلى ليبيا تأتيان في السياق الدولي الضاغط على الأطراف الليبية.

وقال إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر يبحث عن حلول سياسية ويحاور الجميع، لأنه فهم أن الظرف الحالي ليس مجال للعسكرة، وهو تطور مهم، في نظر كريكش الذي أشار إلى أن هناك محاولات لإيجاد بيئة تسمح باستقبال حفتر سياسيا، أي ترويض العملية السياسية من أجل اللواء المتقاعد.

غير أن ضيف الحلقة من برنامج ما وراء الخبرربط الاهتمام الدولي بليبيا باهتمام الغرب وأوروبا خصوصا منطقة شمال أفريقيا التي قال إنها ستكون مستقبل العالم لما فيها من ثروات طبيعية مهمة مثل الطاقة واليورانيوم، مؤكدا أن أوروبا وفي ظل التحديات الدولية الحالية لديها رؤية إستراتيجية حول كيفية إيجاد مجال حيوي في البحر الأبيض المتوسط.

دخول واشنطن

وشاطر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، الدكتور حسني عبيدي ما ذهب إليه الضيف الليبي من أن الأطراف الليبية الداخلية تعاني من حالة إعياء وهي بحاجة إلى تدخل خارجي، مؤكدا أن الأطراف الأجنبية نفسها وصلت لطريق مسدود بشأن الأزمة الليبية.

وقال إن الأمم المتحدة تحاول إدارة النزاع، ولكنها لا تملك إمكانيات الحل، وإن رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي هو المستفيد الأول من التحركات الحالية خاصة أنه سيقدم قريبا عرضا لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا، وقال إنه يراهن على اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) ويريد منحها دورا متقدما.

وكان باتيلي دعا كلا من المجتمع الدولي وحكومة الوحدة الوطنية إلى دعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة لتحقيق الاستقرار والسلام في ليبيا.

وقال باتيلي في مؤتمر صحفي عقده في سرتإن اللجنة العسكرية ناقشت القضايا المتعلقة بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، وإنه تم اتخاذ قرارات مهمة في هذا الشأن.

ووفق عبيدي، فإن دخول واشنطن على خط الأزمة الليبية هو معطى مهم ويمكنها أن توقف التدخلات الإقليمية التي وصفها بالسلبية على الأطراف المحلية، لكنه لم يستبعد أن يكون التحرك الأميركي له علاقة بقضية الوجود الروسي في ليبيا وتداعياته على العمليات العسكرية للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم).

وكان بيرنز قد التقى الخميس الماضي بالعاصمة طرابلس رئيسَ حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة وعددا من المسؤولين، حيث بحث ملفات أمنية عدة ومنها وجود المرتزقة في البلاد.

وكشفت مصادر ليبية للجزيرة أن مدير الـ سي آي إيهشدد خلال زيارته إلى ليبيا مؤخرا على عدم المساس بموانئ النفط أو بتصديره.

_____________

بارقة أمل في ليبيا قد تقود نحو الانتخابات

يبدو أن عام 2023 سيكون بداية لانفراجة سياسية وعسكرية في ليبيا بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، واتخاذ خطوات مهمة لإخراج المرتزقة من البلاد.

وفق تصريحات رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، فإن نوفمبر المقبل قد يشهد إجراء الانتخابات التي تأخّر إجراؤها عامين عن الموعد المحدد لها ديسمبر 2021.

يأتي هذا بعد أيام من اتفاق مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في اجتماعهما بالقاهرة على وضع الوثيقة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات، والتي بسبب الخلاف حولها وحول شروط الترشح فشل تحديد موعد إجراء الانتخابات عدة مرات.

كما جاء بعد انفراجة أخرى بعودة اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) للاجتماع ومواصلة مهامها لوضع خطة توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وذلك بعد تجميد عملها 8 أشهر نتيجة الخلافات مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها.

تفاصيل تحضير الانتخابات

تحدَّث صالح في تصريحاته عن أوجه الخلاف القائمة مع مجلس الدولة، والمسائل المتّفق حولها، قائلا في التصريحات:

  •  الخلاف الحالي بشأن الوثيقة الدستورية يتعلّق بمسألتي ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية، وهناك لجنة تعمل حاليا على تقريب وجهات النظر إزاءهما.
  • ثمة تقارب بشأن مشروع قانون الانتخابات باستثناء مادتين ستقوم اللجنة المكلفة بتقريب وجهات النظر وإحالة المشروع إلى المجلسين لاتخاذ اللازم حسب نظامهما.
  • السند الشرعي للدستور في ليبيا هو الإعلان الدستوري الذي على أساسه أجريت انتخابات المؤتمر الوطني وهيئة الدستور ومجلس النواب.
  • لا توجد مواد ملغمة، وسبب الخلاف هو إبعاد بعض الشخصيات لسبب ازدواج الجنسية والعمل في القوات المسلحة.
  • نحن في مرحلة مؤقتة، ويجب أن يترك الأمر للشعب الليبي هو مَن يقرر من يحكمه؛ لأن البعض يريد العسكريين والبعض لا يريد مزدوجي الجنسية.
  • إقرار الدستور يستلزم الاستفتاء عليه، وبإمكان مجلس النواب تعديل الإعلانات الدستورية وإعدادها.
  • بالإمكان إذا صدّقت النوايا وضع قاعدة دستورية يتم على أساسها الانتخابات القادمة، وما جرى في القاهرة سيجري عرضه على المجلسين للنظر في إمكانية الاستفتاء عليه لحسم الخلافات بشأنه.
  • أي قانون يصدر عن السلطة التشريعية يتعلق بنظام الحكم فهو قاعدة دستورية يمكن البناء عليها.
  • ما يعرقل الانتخابات هو التدخلات الخارجية، لكنْ الآن هناك تقارب كبير بين الليبيين، ونتوقّع أن نتفق على المسار الدستوري الصحيح قريبا.

حكومة جديدة

لمّح المستشار عقيلة صالح كذلك إلى إمكانية تشكيل حكومة جديدة تكون مهمتها تنظيم الانتخابات: وأضاف موضحا:

  • هناك شبه التقاء على إعادة النظر في الحكومة وتشكيل حكومة جديدة محايدة للإشراف على الانتخابات.
  • ليس من المعقول أن يكون المرشح الرئاسي هو المسؤول عن تعيين موظفي الانتخابات والموظفين.
  • ستُشكل لجنة حوار للاتفاق مع مجلس الدولة على الحكومة الجديدة، ولم تحدد أسماء حتى الآن مرشحة لرئاستها.

أزمة الحكومتين

تعاني ليببا منذ فشل إجراء الانتخابات 24 ديسمبر 2021 جمودا سياسيّا نتيجة عدم توافق مجلسي النواب والدولة على وضع القاعدة الدستورية، ورفض عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، تسليم السلطة للحكومة الجديدة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا.

نتج عن هذا ما يسمى بـأزمة الحكومتين، واحدة في طرابلس وأخرى في سرت، وتعطلت التنمية، إضافة للانتخابات.

__________

مقالات مشابهة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *