هى أول طبيبة تركية .. والدها هو على قيراط باشا ” (1903-1840) وهو من مواليد ساحل المنشية (سوق الجمعة) بمنطقة الهنشير بمدينة طرابلس لعائلة ليبية الاصل. وبالتالي فتعتبر صفية علي قيراط هي أول طبيبة ليبية في تركيا.

التحق علي قيراط بالكلية العسكرية في استانبول وتخرج منها برتبة ملازم وعمل وترقّى في الجيش العثماني حتى أصبح مستشارا ومعاونا بصفة (ياور ) للسلطان عبدالعزيز الاول (1861-1876) والسلطان عبدالحميد الثاني (1876-1909) وكان منصب الياورهو أعلى منصب يتقلده ليبي في القرن التاسع عشر.

تزوج علي قيراط باشا من حسنة هانم بنت أمين باشا محافظ مكة المكرمة آنداك ورُزق منها صفية وأخواتها الأربعة. نشأت صفية خلال فترة الإمبراطورية العثمانية وكانت عائلتها مرموقة ومعروفة بعلاقاتها الاجتماعية على مستوى النخبة الحاكمة في الدولة التركية.

وكان (ابن ابنته) وكانت صفية خالته، هو رئيس وزراء تركيا الاسبق مصطفى بولنت أجاويد (1925-2006) الذي تولى رئاسة تركيا اربع مرات متقطعة.

كُلّف علي قيراط باشا بعدة مهام سياسية وعسكرية في ربوع السلطنة وكان محل ثقة من السلاطين وتم توسيمه بعدة اوسمة شرفية.

ولدت صفية علي في إسطنبول عام 1894، لعائلة مشهورة بمناصبها في الدولة العثمانية، والدها علي قيراط باشا، كان معاونًا للسلطان عبد العزيز والسلطان عبد الحميد الثاني، ووالدتها هي حسنة هانم ابنة محافظ مكة المكرمة أمين باشا، وتلقت تعليمها الجامعي في المدرسة الأمريكية الخاصة بالبنات في إسطنبول، وقررت أن تصبح طبيبة عندما كانت تعالج العدد الهائل من الجرحى المصابين في حرب البلقان وجلبوا إلى إسطنبول للعلاج.

درست صفية علي قيراط في مدارس التعليم الخاص، وتخرجت من (الكلية الأمريكية للبنات الخاصة). وأثناء حرب البلقان، وبينما تطوعت للإعتناء بالمصابين والجرحى، قررت أن تدرس الطب لكي تصبح طبيبة، إلا أن ذلك الحلم كان صعب التحقيق، بل كان من المستحيل أن ترى إمرأة فى تلك الفترة تدرس الطب وتعمل كطبيبة.

كان من غير المألوف رؤية فتاة تدرس الطب في تركيا، لكن صفية نظرا لتفوقها العلمي تم إرسالها في بعثة إلى ألمانيا لدراسة الطب بمساعدة نائب وزير التربية والتعليم في تلك الفترة شكري بك، فدرست الطب وتخصصت في قسم أمراض النساء والأطفال بكلية الطب في جامعة فورتسبورغ الألمانية عام 1916، وهي من أقدم الجامعات في ألمانيا.

ثم عادت إلى تركيا في عام 1920، حيث حصلت على رخصة طبيب كأول طبيبة امرأة في تركيا عام 1923، ثم أصبحت عضوة في هيئة التدريس كأول امرأة تعطي دروسًا في أمراض النساء والتوليد في أول مدرسة طبية للبنات أنشئت داخل الكلية الأمريكية.

تزوجت صفية طبيب العيون فرديناند كركلار وكان مواطن ألماني مسلم، وعندما رجعت صفية إلى إسطنبول، باشرت فورا عملها بالمستشفيات التركية، وأصبحت من الطبيبات الشهيرات.

وعندما بدأت وظيفتها باعتبارها أول طبيبة تركية كان هدفها الأول أن تُعالج الأطفال الفقراء. وفتحت الدكتورة صفية عيادة خاصة لذلك، وكان يدعمها بشكل كبير أطباء مشهورين في تلك الفترة مثل الطبيب باسم عمر باشا والطبيب الجّراح أمين بيه.

كانت صفية تتقن عدة لغات أجنبية، وكانت تقوم بتمثيل دولتها في المؤتمرات الطبية، وشاركت الدكتورة صفية في الكثير من المؤتمرات العلمية الدولية.

عُرفت الطبيبة صفية بأنها بعد ساعات الدوام في المستشفيات العامة، تستقبل المرضى في عيادتها الخاصة، وتزور المرضى المحتاجين فى المنازل وتقدم لهم التمريض المناسب.

وفي ذلك الوقت كانت الطبيبة صفية علي تقدم خدماتها في مؤسسة صحة الأم والطفلالتي كانت تُسمى بـ قطرة لبنأو مستشفى الولادة، وهي مؤسسة مكونة من المرافق الصحية الحديثة التي تأسست لمساعدة السيدات التركيات وأطفالِهن من خلال سيدات مؤسسات الصليب الأحمر الفرنسى.

وكان المجتمع ينظر للسيدات اللائي يقومن بعمليات الولادة والمُعالجة خارج منازلهن نظرة سيئة . وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت الدكتورة صفية علي وزوجها في ألمانيا وقاما بمساعدة الأطفال المُتشردين المتضرّرين في الحرب.

وبعد الحرب عادت الطبيبة صفية إلى بلدها وشاركت كناشطة في الحركات النسائية في فترة الجمهورية، ولكنها بمجرد أن علِمت بأنها مُصابة بمرض السرطان عادت مرة أخرى لمدينة دورتموند في ألمانيا واستقرت فيها للعلاج وواصلت العمل في مهمتها كلّما سمحت لها صحتها بذلك.

في عام 1952، تدهورت حالتها الصحية، وتوفيت يوم 5 تموز/ يوليو 1952 بمدينة دورتموند الألمانية عن عمر يُناهز واحد وستون عاماً واستقبل سكان مدينة دورتموند الألمانية هذا الخبر بحزنٍ شديد.

لم يكن معروفا لعقود من الزمن المكان الذي دفنت فيه الطبيبة صفية علي، لكن القنصل العام التركي شنر جبجي اهتم بموضوع إيجاده، وتابع عملية البحث أيضا المتحدث باسم منصة دورتموند للجمعيات التركية إمره غولش، الذي أدلى بتصريح بعد العثور على قبر صفية علي قال فيه: “لقد جئنا إلى المقبرة مع مسؤولي المديرية، وطلبنا من المسؤولين تحديد مكان الدفن بدقة، وحددنا مكان بدايته ونهايته ووضعنا عليها نقاطًا“.

أشار شنر جبجي، إلى تقديم طلب للسلطات الألمانية لإعادة إنشاء القبر من جديد بعد 68 عاما من وفاة الطبيية صفية علي، حتى يكون لائقا بذكراها، وقال: “لا زلنا في مرحلة البداية، وقد أرسلنا اقتراحًا رسميًا للسلطات الألمانية، وننتظر الجواب منها“.

وبعد أن تم تحديد مكان قبر أول طبيبة تركية، الدكتورة صفية علي، في مدينة دورتموند الألمانية، تواصلت القنصلية التركية مع السلطات الألمانية لتشييد مقبرة تليق بها إحياءً لذكراها.

____________

المصادر: موقع ترك برس، وصفحة الليبيون المتميزون في العالم، وأيضا المعلومات الدقيقة التي أدلى به الدكتور عبدالكريم أبوشويرب

مقالات مشابهة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *