فيما تتجه الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو الدخول في مرحلة جديدة، باتت آفاق وتحديات إعادة الإعمار أكثر وضوحًا.

بعد سنوات من الصراع، ثمة سؤال يطرح نفسه: هل تتجه الصراعات في سورية واليمن وليبيا والعراق نحو التهدئة، لكن إعادة إعمار هذه الدول لن تكون يسيرة. ومع أن مشهد ما بعد الحرب يختلف بين هذه الدول الأربع، تحتاج جميعها إلى خوض عملية سياسية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.

ستتمكن سورية وليبيا واليمن والعراق من خوض عملية إعادة إعمار ناجحة في مرحلة ما بعد الحرب، وكيف لها أن تحقّق هذا في ضوء موازين القوى الراهنة محليًا وإقليميًا ودوليًا؟

إن عملية إعادة الإعمار بعد الصراع ليست أمرًا حتمي الحدوث؛ بل يعتمد حجمها ووتيرتها ونطاقها على العوامل الجيواقتصادية في الدول الخارجة من الصراعات، أي بعبارة أخرى، كيف تؤثّر الاعتبارات الجيوسياسية على استخدام الموارد الاقتصادية.

فهذه العوامل تحدّد وجهة المساعدات أو القروض أو الاستثمارات تماشيًا مع الأهداف السياسية للقوى الإقليمية والدولية. وهكذا، قد تشكّل إعادة الإعمار فصلًا جديدًا من فصول التنافس بين مختلف الأطراف الفاعلة المحلية والإقليمية والدولية في بلدٍ ما.

لهذا السبب، ستتحدّد معالم مشهد ما بعد الحرب في كل دولة بناءً على التحالفات والتنافسات التي تنطوي عليها الصراعات في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فهذه العلاقات المتداخلة قد تقدّم منظورًا متعدّد الأبعاد يمكن من خلاله فهم العلاقة القائمة بين إعادة الإعمار بعد الحرب وموازين القوى الإقليمية.

الشروط الأساسية لإعادة الإعمار

لا شكّ في أن العوامل الاقتصادية تؤثّر في النتائج السياسية المرتبطة بإعادة الإعمار، ويتجلّى ذلك من خلال الشروط الأربعة الأساسية التي ينبغي توافرها كي تتكلّل عملية إعادة الإعمار بالنجاح. ويحدّد كل شرط ما إذا كانت إعادة الإعمار ستتحقّق وكيف ستحدث، وهذه الشروط هي:

أولًا، توافر الموارد الاقتصادية لإعادة الإعمار، ويعني ذلك الموارد المالية بالدرجة الأولى ولكن ليس حصرًا؛

وثانيًا، الطريقة التي تنتهي أو قد تنتهي بها الحرب؛

وثالثًا، وجود أو غياب عملية سياسية على الصعيد الوطني أو الإقليمي؛

ورابعًا، الهياكل الاقتصادية التي كانت قائمة قبل الحرب، والإرث المؤسساتي، وعلاقات الدولة.

ترتكز عملية إعادة الإعمار الناجحة على بناء الدولة بشكل فعّال وتحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام ومتوازن وطويل الأمد. وفي حال كان ذلك ناقصًا أو مفقودًا، تتعطّل إعادة الإعمار، ما يمنح الأطراف الفاعلة الخارجية هامشًا أكبر للتأثير في مسار هذه العملية لخدمة أجنداتها الخاصة.

يُعتبر الشرط الأول، أي توافر الموارد، خطوة ضرورية لإعادة الإعمار، وإن لم تكن كافية وحدها. فوفرة الموارد محليًا وخارجيًا قد لا ترسي الأسس السياسية والاقتصادية اللازمة لإعادة الإعمار والحفاظ عليها. وقد تفتقر بعض الدول إلى السلامة الإقليمية والفعالية المؤسساتية الضروريتين لاستغلال مواردها.

يُضاف إلى ذلك أن العوامل السياسية مثل إعداد نخب جديدة وديناميكيات النظام السياسي في مرحلة ما بعد الحرب تؤثّر في آفاق الحصول على الموارد اللازمة لإعادة الإعمار.

فهذه العوامل تحدّد الدوائر الاجتماعية والسياسية المحلية التي سيتدفّق إليها التمويل، فضلًا عن الحلفاء الإقليميين والدوليين الذين سينخرطون في إعادة الإعمار. وعلى سبيل المثال، قد تواجه بعض حكومات الدول التي تخوض حروبًا عقوبات تحرمها من الاستثمارات والقروض.

كذلك، تؤدّي الطريقة التي تنتهي بها الحرب دورًا بارزًا في سير الأمور.

واقع الحال أن الصراعات الأهلية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أضعفت بشكل كبير دولًا قومية كانت تعاني أساسًا جملةً من الاضطرابات، وأفقدت في الكثير من الأحيان الحكومات احتكارها لاستخدام العنف، وقوّضت سلامتها الإقليمية.

لكن مثل هذه الحالات لا تمهّد بالضرورة الطريق أمام إقامة دول جديدة أكثر تماسكًا بسبب انفصال أقاليم أو تقسيم دول أو انتصار حكومات مركزية على مجموعات وأقاليم متمردة. بل غالبًا ما تؤدي إلى تشرذم اجتماعي سياسي وأمني دائم في دول تعاني خللًا بنيويًا كاملًا.

وعادةً ما تستمرّ حالة التشرذم هذه لفترة طويلة في الدول الخارجة من حروب أهلية، وتؤثّر بشكل كبير على عملية إعادة الإعمار من خلال ثلاث طرق مترابطة في ما بينها:

أولًا، تقوّض حالة التشرذم هذه الاستقرار الأمني الذي يُعدّ شرطًا أساسيًا لاستقطاب الاستثمارات المحلية أو الخارجية، ما يعرقل تدفّق المساعدات الإنسانية الضرورية لإعادة توطين اللاجئين والنازحين داخليًا.

ثانيًا، تهدّد وحدة الأسواق الوطنية، التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالسلامة الإقليمية في مرحلة ما بعد الحرب، ما يحول دون تطبيق القواعد التنظيمية الأساسية التي تحكم النشاط الاقتصادي، مثل فرض الضرائب وتسعير الخدمات والسلع المدعومة والخدمات العامة. وتُعتبر وحدة السوق أساسية أيضًا لأنشطة الإنتاج والتبادل التجاري، وبالتالي لتحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام.

ثالثًا، غالبًا ما ترتبط حالة التشرذم المستمرة بإعادة تشكيل شبكات الدولة والأعمال بما يصبّ في صالح أمراء الحرب الذين انخرطوا في مجال الأعمال. يعمل هؤلاء الذين يُدعون روّاد الأعمال المجرمين بشكل أساسي من خلال توفير الحماية أو الانخراط في شتى أشكال العنف مثل النهب والابتزاز والتجريد من الأصول.

وهذا يعني تحييد المزيد من الأنشطة الإنتاجية من خلال الوساطة، بما في ذلك التهريب والإتجار وأنشطة السوق السوداء الأخرى، وأيضًا من خلال الانخراط في أنشطة النهب العلنية تتعدّى على حصص أطراف فاعلة أخرى في المجتمع أو السوق. كل هذه الديناميكيات تجعل من الصعب الخروج من اقتصاد الحرب الأهلية، حتى بعد انحسار الأعمال العدوانية الكبرى.

هذا ما تؤكّده التجارب السابقة في البلدان التي تُعتبر مؤسسات الدولة فيها ضعيفة. ففي أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسلفادور مثلًا، هيمن أمراء الحرب ورجال أعمال على الاقتصاد بعد انتهاء الحروب الأهلية.

وتمكّن هؤلاء من تطبيع نفوذهم والتلاعب بالحوافز الاقتصادية لمصلحتهم الخاصة، بحيث أصبحت ممارسة العنف، وتوفير الحماية، ونهب الموارد الطبيعية، وتجنيد المقاتلين أنشطة اقتصادية سائدة تنخرط فيها شرائح واسعة من السكان.

من شأن إطلاق عملية سياسية لإنهاء الحروب أن يرسي الآليات اللازمة لإعادة توزيع التكاليف والأرباح بين المجموعات الاجتماعية السياسية في مرحلة ما بعد الصراع. وعلى العكس، يعني غياب مثل هذه العملية الحفاظ على حالة من التفاعل غير السلمي، سواء في شكل حروب أهلية شاملة أو أشكال أقل حدة من العنف، مثل الاغتيالات أو حروب العصابات أو الإرهاب أو القمع المكثّف.

عمومًا، يعتمد وجود عملية سياسية في مرحلة ما بعد الحرب إلى حدٍّ بعيد على الطريقة التي انتهت بها الحرب، مع العلم بأن هذه العملية تؤثّر بشكل كبير في إمكانية إعادة الإعمار وكيفية حدوثها. ويرتبط ذلك ارتباطًا وثيقًا بالجوانب السياسية لإعادة الإعمار، سواء بشكل مباشر من خلال تقاسم السلطة أو آليات الاستتباع، أو بشكل غير مباشر من خلال وضع القواعد التي تحكم كيفية إعادة توزيع الريع. ولهذا الأمر تداعيات على بناء التحالفات وإضفاء الشرعية على السلطات السياسية في مرحلة ما بعد الصراع.

عادةً ما تتحقّق العملية السياسية على المستوى الوطني، إذ ترتبط هذه العملية بإعادة بناء الدولة ومؤسساتها. لكن، في الدول المنقسمة بشدة بسبب الحرب، غالبًا ما يشارك الفرقاء الإقليميون والدوليون كمؤثّرين أو وسطاء أو محكّمين أو مُفسدين، وبالتالي يصبحون جزءًا من هذه العملية.

وعلى النقيض من هذا، فإن غياب الترتيبات الأمنية والسياسية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تخوض حروبًا قد يحوّل مسار إعادة الإعمار والتعافي إلى امتدادٍ للتنافس الإقليمي والدولي.

في نهاية المطاف، يُعتبر الإرث الاقتصادي الذي كانت تتمتّع به الدول ما قبل الحرب مهمًّا أيضًا في تحديد ما إذا كانت إعادة الإعمارستؤدّي إلى تعافٍ اقتصادي طويل الأمد بدلًا من مجرّد إعادة تأهيل مادية للدول المتضرّرة من الحرب. ويمكن أن يشكّل هذا الإرث الاقتصادي إما فرصة أو عائقًا يحدّد تأثير إعادة الإعمار من المنظورَين السياسي والاقتصادي.

فهذا الإرث قد يعزّز أو يعرقل مسار التنمية الشاملة التي يشارك فيها المواطنون في إنتاج وتوزيع القيمة للتأثير على آفاق إعادة الاندماج الوطني وبناء الدولة.

في هذا الصدد، لا بدّ من التركيز على عاملين مترابطين:

الأول هو أن الدول التي تعتمد بشكل كبير على الريع، المستمدّ من الموارد الطبيعية أو التحويلات أو المساعدات الخارجية، لديها فرص أقل للانخراط في التنمية الشاملة على المدى الطويل، ذلك أن قطاعاتها الإنتاجية ضعيفة في الغالب، ويعتمد نمو ناتجها المحلّي الإجمالي بشكل كبير على مصادر خارجية لرأس المال أو مصادر محلية ضيقة للغاية، وعلى العائدات الحكومية، والصادرات.

ويكمن العامل الثاني في حجم القطاع الخاص ونشاطه. فكلّما تنامت حصة القطاع الخاص في مرحلة ما قبل الحرب من حيث التوظيف والإنتاج والاستثمار، زاد احتمال أن تفضي إعادة الإعمار إلى التنمية الشاملة والتعافي الاقتصادي على المدى الطويل. يُشار إلى أن الدول التي تحصل على نسب عالية من الريع تضمّ في الغالب بيروقراطية عامة متضخمة وقطاعًا خاصًا صغيرًا.

وعادةً ما تكون أقل إنتاجية وتعمد إلى إعادة تدوير الريع بدلاً من إنتاج القيمة، سواء من خلال المضاربات العقارية أو الوساطات المالية وعمليات السمسرة. يُضاف إلى ذلك أن المجتمعات التي تسود فيها مثل هذه الأنشطة الريعية غالبًا ما تكون أكثر عرضة للصراعات الأهلية.

آفاق إعادة الإعمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تبدو آفاق نجاح عمليات إعادة الإعمار بعد الحرب قاتمة في كلٍّ من سورية وليبيا واليمن والعراق، إذ إن شروط النجاح في جميع هذه الدول الأربع إما ناقصة أو مفقودة تمامًا.

إضافةً إلى ذلك، لا تبشّر التفاعلات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية بانتهاء النزاع فيها حتى بعد انتهاء الحرب. لذا، غالب الظن أن إعادة الإعمار لن ترى النور على الإطلاق بسبب نقص الموارد، والأمن المكثّف، والتشرذم السياسي، أو أنها ستصبح امتدادًا للنزاع لكن بوسائل أخرى تشمل متنافسين محليين وخارجيين. وقد تكون النتيجة النهائية نشوب صراعات محلية أقل حدة أو توطيد الترتيبات الأمنية أو الاقتصادية الناجمة عن الحرب.

تتشارك ليبيا مع اليمن عقبات كثيرة تعترض مسار إعادة الإعمار، على الرغم من غناها بالنفط. لم يتمّ تشكيل أي حكومة مركزية في البلاد منذ انهيار نظام معمّر القذافي في العام 2011، وحافظت الديناميكيات الجيواقتصادية الإقليمية على انقسام البلاد بين غربٍ تتولى السيطرة عليه حكومة الوفاق الوطني، وشرقٍ يقوده الجيش الوطني الليبي، وجنوبٍ غير خاضع لأي حكم.

وقد أسفرت المواجهة العسكرية بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي عن تدخل أطراف فاعلة خارجية، يسعى كل منها إلى تحقيق أهدافه السياسية الخاصة.

فقد دعمت تركيا وقطر حكومة الوفاق الوطني، فيما ساندت مصر وفرنسا والإمارات الجيش الوطني الليبي، ما أدى إلى مأزق عسكري. وقد يبقى هذا الوضع على حاله إذا تمّ التوصل إلى اتفاق لتقاسم النفط بوساطة دولية بين الأطراف المتحاربة، على أن يحظى كل منها بالموارد اللازمة للحفاظ على حكمه الذاتي، ما سيفاقم الانقسام في ليبيا.

إذًا، حتى بعد انتهاء الصراع، سيواصل التشرذم الحاد في البلاد، ليس فقط بين الأطراف بل أيضًا داخل كلّ طرف، عرقلة الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار. ويُرجّح أن يؤدي ذلك إلى إطالة فصول اقتصاد الحرب، بما في ذلك الإتجار بالبشر، وتهريب السلاح والنفط والسلع الأخرى.

وستستمر الشبكات غير المشروعة الضالعة في مثل هذه الأعمال، والمرتبطة بالميليشيات وأمراء الحرب والقادة المحليين، والممتدة من الصحراء إلى السواحل الجنوبية لأوروبا، في وجه أي محاولات قد تقوم بها الحكومة المركزية لبسط سلطتها على كامل الأراضي الليبية.

علاوةً على ذلك، لم يكن القطاع الخاص نشِطًا في ليبيا في سنوات ما قبل الصراع، واعتُبرت حالة نموذجية عن الدولة الريعية، إذ شكّل النفط 65 في المئة من ناتجها المحلّي الإجمالي، و96 في المئة من عائدات التصدير، وحوالى 98 في المئة من الإيرادات الحكومية في العام 2010، قُبيل اندلاع الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي.

ولا يبشّر هذا الواقع بحدوث تعافٍ اقتصادي حقيقي وشامل في المستقبل، بل سيؤدي في الغالب إلى إدامة طريقة العمل الراهنة، بحيث تشتري الهيئات الحكومية الولاء أو السلم الاجتماعي من خلال تخصيص رواتب لعناصر الميليشيات، ما يحول دون إعادة بناء الدولة أو الاندماج الوطني.

خاتمة

تُعدّ إعادة الإعمار عملية سياسية واقتصادية تنطوي على إعادة بناء الدولة وإعادة تشكيل العلاقة بين الدولة والمجتمع بعد انتهاء الصراع. لذا، يُعتبر التفاعل بين العوامل السياسية والاقتصادية أساسيًا لتحديد آفاق الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب، ولا سيما في بيئة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعجّ بالتنافس الإقليمي.

للمفارقة، حتى الدول الغنية بالنفط، مثل ليبيا والعراق، لن تتمكن على الأرجح من استغلال ثرواتها من أجل تحقيق عملية إعادة إعمار ناجحة من دون معالجة مشاكل مؤسساتية رئيسة تشمل ضمان وحدة وسلامة الهيئات الوطنية المسؤولة عن إنتاج النفط وإدارة العائدات.

وقد تكون المستويات العالية من الفساد، والتشرذم الأمني، والديناميكيات المستمرة لاقتصاد الحرب عصية على الحل. ففي ليبيا مثلًا، أدى الصراع بين شرق البلاد وغربها إلى شلّ القطاع النفطي لأشهر عدة. وعلى نحو مماثل في العراق، يعيق الخلاف بين بغداد وحكومة إقليم كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي إمكانية استغلال ثروات البلاد النفطية لتمويل إعادة الإعمار.

وينطبق ذلك بشكل أكبر في الدول الفقيرة بالنفط مثل سورية واليمن، حيث الموارد غير متاحة بسهولة. وستحتاج هذه الدول أيضًا إلى إحراز المزيد من التقدّم على الصعيد المؤسساتي، أي عليها إنشاء هيئات ذات صدقية لإنفاذ القانون وتعزيز أمن الأفراد وحماية الأملاك.

ومن شأن هذه التدابير أن تزيد احتمال تحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام بعد الحرب، لكن هذا الأمر مستبعد في ظل غياب أي عملية سياسية.

إذًا، لا تعني إعادة الإعمار بالضرورة انتهاء الصراع، إذ قد تشعل هذه العملية جذوة تنافسات إقليمية ودولية جديدة. فهي، كعملية جيواقتصادية، من المستبعد أن تُحدث استقرارًا مستدامًا ما لم تقترن بحدٍّ أدنى من العملية السياسية التي تتيح إعادة توزيع الخسائر والأرباح.

وتُعتبر هذه العملية مفقودة بنسب متفاوتة في جميع الدول التي تعيش حالة حرب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باستثناء العراق إلى حدٍّ ما. وفي ظل الواقع الإقليمي والدولي الراهن، لا يمكن إطلاق أي عملية سياسية أو تحقيق استدامتها من دون انخراط دول خارجية وجهات غير تابعة للدولة، بشكل مباشر من خلال الوساطة والتحكيم مثلًا، أو بشكل غير مباشر، من خلال حلفائها أو وكلائها المحليين.

وفي ضوء هذا الوضع، سيؤدي استمرار العداء بين القوى الإقليمية والدولية القوية إما إلى تقويض جهود إعادة الإعمار أو استخدامها كامتدادٍ غير عسكري للنزاع.

وفي مطلق الأحوال، لن يتم على الأرجح إطلاق عملية إعادة إعمار فعّالة في المستقبل المنظور في كلٍّ من سورية واليمن وليبيا والعراق، ما سيؤدي على الأرجح إلى زعزعة استقرار المنطقة على المدى الطويل.

_______________

مقالات مشابهة

16 CommentsLeave a comment

  • Алкогольная зависимость — это серьезная проблема, требующая немедленного вмешательства. Если вы или ваши близкие столкнулись с запоем, важно получить профессиональную помощь как можно скорее, чтобы избежать ухудшения здоровья. Наркологическая клиника «Шаг к Трезвости» в Краснодаре предлагает услугу вывода из запоя на дому, что является удобным и эффективным решением для тех, кто не может или не хочет посещать стационар.
    Углубиться в тему – [url=https://vyvod-iz-zapoya-12.ru/vivod-iz-zapoya-v-stacionare-v-krasnodare/]вывод из запоя в стационаре краснодар[/url]

  • В этой статье представлен занимательный и актуальный контент, который заставит вас задуматься. Мы обсуждаем насущные вопросы и проблемы, а также освещаем истории, которые вдохновляют на действия и изменения. Узнайте, что стоит за событиями нашего времени!
    Получить дополнительную информацию – https://www.grupolic.com.co/etiam-bibendum-elit-eget-erat

  • You can certainly see your expertise in the work you write. The world hopes for more passionate writers such as you who aren’t afraid to mention how they believe. At all times go after your heart.

  • An interesting discussion is worth comment. I think that you ought to publish more about this subject, it might not be a taboo matter but usually folks don’t talk about such topics. To the next! Kind regards!!

  • great points altogether, you simply won a brand new reader. What could you suggest in regards to your publish that you simply made a few days ago? Any sure?

  • I was recommended this website via my cousin. I’m not sure whether or not this put up is written by way of him as nobody else realize such exact approximately my trouble. You’re wonderful! Thank you!

  • Hi there, i read your blog occasionally and i own a similar one and i was just wondering if you get a lot of spam comments? If so how do you stop it, any plugin or anything you can recommend? I get so much lately it’s driving me mad so any support is very much appreciated.

  • Hi, Neat post. There’s a problem with your web site in internet explorer, would test this… IE still is the market leader and a good portion of people will miss your fantastic writing due to this problem.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *