د. عبدالمنصف البوري
يكاد يتفق جميع الليبيين، على أن الحال في البلاد قد وصل حداً لم يعد معه بالإمكان الإستمرار وبقاء الوضع على ماهو عليه من فساد مستشري وغياب ابسط مقومات الحياة الحرة الكريمة لأبنائه، وإنسداد الأفق السياسي والشعور باليأس والإحباط لدى جميع المواطنين.
فمازلنا بعد نحو ثماني سنوات ندور بنفس الحلقة المفرغة والتي تؤزم ولا تنتهي بحل بل برفد من الخونة وطلاب السلطة والمناصب والوظائف والمرتشين على حساب مصلحة الوطن والمواطن، ومازال “برلمان” عقيلة صالح يتلاعب بشحنات تعزز من تسلطه وفساده والمزيد من الكوارث والانقسام المجتمعي للبلاد.
ويبدو أن من قدّر لهم أن يُديروا ويسيطروا على هذا الجسم الفاشل يُصرون على أن يتحكموا بمصير شعبنا ويمنعوا من يمكن أن يضعنا بعيداً عن افراز الخيرين والأوفياء الذين يضعوا مصلحة ليبيا وشعبها فوق كل شئ لكي يقودوا الوطن إلى بر الأمان بعد أن غابت أي معالجة حقيقية للواقع المأزوم الذي واكب ليبيا بعد ثورة فبراير وظل قائماً حتى الآن.
إن ماسأة ليبيا سببها الذين باعوا ضمائرهم من أجل المناصب ومصالحهم الشخصية فإنهم لايفكرون بمصالح الوطن والمواطن ولم يعد يهمهم تأمين المستقبل للأجيال في الحاضر ولاحقا، فهؤلاء المتكالبون على المناصب والوظائف العُليا ومحاولة الوصول للسلطة والحكم بشتى الطرق قد أسسوا لحياتهم ومن معهم داخل البلاد وخارجها ولم يدركوا أنه لاكرامة ولاعزة ولاشموخ إلا لمن كان شديد الإيمان بقدسية تراب الوطن وأن ولاءه لله ثم لوطنه وشعبه.
إن غالبية اعضاء مايسمى بالبرلمان وغيرهم من المدنيين والعسكريين قد كسروا ظهر الوطن بما فيه وعاشوا على رفاته بعد ان دفنوا ضمائرهم في الوحل والطين، واكلوا بأنياب واضراس من حديد كل ما في الوطن من ثروات وخيرات ونهبوا خزائنه بحكم مواقعهم واسماؤهم ومسمياتهم، وهاهم يتقاسمون المرة تلو الأخرى المناصب والوظائف السياسية.
لاغرابة اليوم ياشعبنا المكلوم أن نجد لمن ارتضى أن يكون سلعة لها قيمتها تباع وتشترى يتصدر المشهد السياسي من جديد،
هؤلاء هم أعداء الوطن من الخونة والفاسدين والتافهين الذين جعلوا من المناصب والمكاسب والوجاهة غاية ووسيلة لهم وبغض النظر عن الأساليب والكفاءات وحقوق الأخرين.
فلا نعجب ان نرى من لا يستحق يقرر ويخطط ويعمل لأنه نتاج محاصصة أو ارضاء قبلي وجهوي وعنصري، فهؤلاء جاءوا من زمن أخر لم يجمعهم بزمن الشرفاء والاوفياء الّذين آثروا فيه واستثنوا أنفسهم واسترخصوا أرواحهم من أجل ليبيا وأهلها.
فأعضاء مايسمى بالبرلمان جاءوا من خلفنا ومن بين أيدينا وفرضوا (قوانينهم الظالمة) وجعلوا بين شعبهم وبينهم سدّا يُخفي عوراتهم ويتستّر على مشاريعهم الشخصية.
هؤلاء ايها السادة هم من سبب تأخرنا وجل مشاكلنا..
فهل يجوز أن يظلّ الليبيون تحت رحمة المسترزقين والمتسلّقين والفاسدين من تجار المناصب؟
وهل يقبل شعبنا الليبى بعد كل هذه الكوارث التي اقحمنا فيها “البرلمان” أن تستعبدنا الأوهام وبقرارات تسيطر علينا من قبل الخونة والفاسدين والتافهين والّتي أوجعت حياة الليبيين وأرهقت قلوبنا وتسعى لتجفيف ماتبقى من حياتنا السياسية ومن ثرواتنا؟.
يبقى السؤال المطروح في ظل هذا الواقع المأزوم هو أين يكمن الحل ؟
الحل في يد الشعب الليبي للخروج في مظاهرات عارمة لكي يقوم بتحرير نفسه من هؤلاء الخونة والفاسدين والتافهين ويطالب بانتخابات فى خلال اشهر تتخلص من كل هذه الوجوه البائسة وهذا ليس بالأمر التعجيزي وليس سرًا خافيًا على أحد، إنما الأمر يحتاج إلى همة وعزيمة وثقة وايمان بالقدرة على اسقاط كل هذه الجهات والمؤسسات الفاشلة والاشخاص الذين وضعوا مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الوطن والشعب من اجل إعادة بناء وترتيب الوطن.
_____________
المصدر: صفحة الكاتب على وسائل التواصل الاجتماعي