هالة الأطرش

في هذه الورقة سنبحث في علاقة الطاعة والعصيان بالديمقراطية، فالطاعة كقيمة ونمط سلوكي، لها بالتأكيد أثر على سلوك الفرد السياسي، عندما تتحول من ثقافة فردية إلى ثقافة سياسية لمجتمع كامل. والعصيان السياسي يعكس وجه الديمقراطية بوصفه نقيضا للطاعة السياسية.

وعندما يحدث التغيير وتبقى الثقافة السائدة تعزز وترسخ لثقافة سياسية رعوية تسلطي، سيشعر الفرد بعجزه وعدم قدرته على المشاركة في الحياة العامة، مما يؤدي إلى زوال ثقته تدريجيا في أرائه الخاصة، وفي قدرته على تحمل المسؤوليات، وفقدان استعداده للتغيير وزعزعة ثقته في الديمقراطية، وتقويض مقومات المقاومة لديه، ورضوخه للنظم التسلطية، لتصبح أمرا طبيعيا بالنسبة له تتوافق مع بقية جوانب حياته الأخرى.

الافتراض الذي تتأسس عليه هذه الورقة هو أن الطاعة السلبية قيمة غير داعمة للديمقراطية، وأن هناك علاقة ارتباط بين الطاعة والتسلط. استنادا على دراسات سابقة تبين أن العصيان الإيجابي يتفق مع الطاعة البناءة الطاعة المسؤولة، ومع الديمقراطية، وأن العصيان السلبي يكون نتيجة لطاعة سلبية تفرضها سلطة مستبدة. فكل نظام سياسي لابد أن يفرز ثقافة خاصة، توثر على قيم وسلوكيات المواطنين.

***

للإطلاع على ورقة الديمقراطية بين مطرقة الطاعية وسندان العصيانكاملة

___________

المصدر: التقرير النهائي لـ المسح الشامل لآراء الليبيين في القيم” (إشراف مؤسسة المسح العالمي للقيم) ـ إعداد: زاهي المغيربي، نجيب الحصادي، فتحي علي، سليمان ابراهيم، يوسف القماطي

مركز البحوث والاستشارات ـ جامعة بنغازي (ديسمبر 2015)

مقالات مشابهة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *